وصل وزير الدفاع الامريكي الجديد تشاك هيغيل الى اسرائيل في أول زيارة رسمية له للبلاد بعد وقت قصير من مغادرة وزير الخارجية الامريكي جون كيري واختتام زيارته لاسرائيل.وخلال عملية ترشيحه التي استغرقت وقتا طويلا في واشنطن لتوليه مهام منصبه، إضطر هيغيل الى مواجهة مزاعم بأنه ليس متحمسا بما يكفي لإسرائيل التي تعتبر حاليا من ضمن التوصيف الوظيفي لكبار الوزراء في الحكومة الامريكي هذه الايام.وعلى الرغم من ذلك وبمقارنة المهام الدبلوماسية التي تواجه رجلي الرئيس اوباما في السياسة الخارجية، نجد ان ما ينهض به هيغيل من مهام أخف وطأة.فبالنسبة لجون كيري تكمن مهمته في احياء عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين. ويتعين على هيغيل ان يؤكد ان التعاون الامني والاستخباراتي بين اسرائيل والولايات المتحدة مازال وثيقا او بمعنى اخر أوثق مقارنة بالوضع في السابق. وربما ليست مصادفة ان يتبين عشية زيارته ان الولايات المتحدة تستعد لتعزيز استثماراتها في القبة الحديدية، او نظام الدفاع الصاروخي الذي تقول اسرائيل انه تمكن من اسقاط نحو 90 في المئة من الصواريخ التي اطلقت من غزة في نوفمبر/تشرين الثاني السابق.وسوف تجعل الاستثمارات الجديدة اجمالي حجم الاستثمارات الامريكية في القبة الحديدية نحو 750 مليون دولار، وهو أوضح اشارة على الارجح بان الحكومة الامريكية غير عابئة بالمساعي الاخيرة التي ترمي الى التشكيك في كفاءة اداء النظام.من اجل تفسير هذه الشكوك ذهب مراسل بي بي سي لمقابلة ريوفين بيداتزور، الطيار السابق في القوة الجوية الإسرائيلية وخبير الدراسات الاستراتيجية الذي فحص صور القبة الحديدية عمليا، وهي صور يمكن ان تجدها بسهولة على الانترنت.وتشير الصور الى خطوط من الصواريخ الاعتراضية المنطلقة الى السماء ينبعث منها مسارات بخار على نحو حلزوني وتشير الى ضربها الهدف، يعقبها انفجار او ما يفترض عامة انه عملية قتل ناجحة.ويقول بيداتزور انه لا يلزم بالضرورة ان تصدق ما تراه عينيك، لان عينيك على الاقل لا تقدم دليلا على ما تراه بالفعل.بداية القول تعتبر الصواريخ المستهدفة صغيرة للغاية وسريعة الحركة بقدر لا يمكن للعين المجردة ان تلحظه.وحينها تنطلق الصوارخ فوق منطقة الهدف ثم يحترق وقودها لتجعلها تندفع بالقصور الذاتي.وقال بيداتزور "أضع علامات استفهام، لا أعرف على وجه التحديد ما حدث لكني اضع علامات استفهام وأود الحصول على اجابات. سألت الجيش الاسرائيلي (أروني ما لديكم من لقطات مصورة، ما لديكم من لقطات الاشعة تحت الحمراء التي توضح لك كل شئ) لكنهم يقولون انها سرية."واضاف "لماذا هي سرية ان كانت ناجحة، لست أدري، ان كانت ناجحة جدا، أرونا انها ناجحة جدا." تثار الشكوك في بعض ما اشيع علنا هنا بشأن التكلفة الفعالة التي انفقت على نظام صواريخ باتريوت الامريكية التي تم نشرها لحماية اسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991 على نحو بدا باعثا للتفاؤل الشديد.كما ان أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ دوما ما تثير عدم ارتياح لدى بعض الخبراء.يرجع ذلك الى حد ما الى شعور بان اي مجتمع لديه طريقة يقي بها نفسه شر التعرض لهجوم ربما تغريه فكرة شن هجمات.والقضية المثيرة للجدل هو ان استهداف صاروخ بدائي الصنع تكلفته 50 دولارا أو أقل تستدعي اطلاق صاروخ يتكلف مائة الف دولار.ويرفض أوزي روبن، عالم الصواريخ والرئيس السابق للبرنامج الوطني للدفاع الصاروخي، فكرة الجدل الاقتصادي الدائرة بهذا الشأن.واشار روبن الى ان صاروخا بتكلفة 50 دولارا او اقل بامكانه ان يلحق خسائر على الارض، ناهيك عن المخاطر التي يشكلها على حياة البشر التي لا تقدر بثمن.وقال روبن من المعقول ان تحفاظ اسرائيل عل سرية الصور التفصيلية بالاشعة تحت الحمراء للقبة الحديدية اثناء العمل، لان نشر مثل هذه الصور قد يساعد أعداء البلاد على التوصل الى كيفية تفادي هجمات ويؤكد روبن ان البديهة تشير الى ان الاسرائيليين محقين في تصديق ما توفره اعينهم من أدلة. واضاف "لا يمكنك خداع الجميع طوال الوقت، انها ليست المرة الاولى التي تعمل فيها القبة الحديدية، انها المرة السادسة. وفي كل مرة تعمل فيها تتراجع الخسائر المحققة، وهو ما يبدو واضحا للجميع."ثقة الجميعلا يعتبر عاموس هاريل، الكاتب المرموق في شؤون الدفاع، متحدثا باسم المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، ولكنه يميل في هذه القضية على وجه التحديد إلى الوقوف إلى جانب الحكومة الاسرائيلية ضد اي انتقادات.وعلق قائلا "لست عالما في الصواريخ، لذا لا يمكنني شرح النواحي الفنية، لكنني اعتقد ان هؤلاء النقاد معظمهم يعارض فكرة انظمة الصواريخ الاعتراضية وهم يسعون الى ايجاد دليل بعد ثبات عمل النظام ."واضاف "يذكرني ذلك بهؤلاء الذي جادلوا بشأن ناسا (وكالة الطيران والفضاء الامريكية) وانها لم تهبط على سطح القمر وانها لفقت كل شئ في استوديوهات يونيفرسال."أخفق المتشككون في واقع الامر في الطعن بثقة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بمواصلة الاعتقاد بانها الفائز في القبة الحديدية.كما ان الكثير من الاسرائيليين يبدون سعداء بالثقة في الحكومة فيما يتعلق بهذه القضية على الاقل.