خرج آلاف المحتجين إلى شوارع عاصمة بنغلاديش، دكا، في مظاهرات تطالب باعتقال مالك مبنى رانا بلازا الذي انهار مخلفا مئات القتلى والجرحى، ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين عالقين تحت الأنقاض.وقالت الشرطة إن 10 آلاف متظاهر تجمعوا للتظاهر في شوراع العاصمة، ووصفت الوضع "بالمضطرب".واستخدم أفراد الشرطة الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لتفريق المتظاهرين، الذي أغلقوا الطرق وأحرقوا الحافلات وهاجموا مصانع النسيج.وأفادت الشرطة أن مالك المبنى أغفل تحذيرات بشان تصدعات ظهرت في المبنى هذا الأسبوع. ويعتقد أنه مختف ولكن رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة واجد، وعدت بأنه سيعاقب.وكان نحو ألفي شخص موجودين في المبنى عندما انهار فجأة صباح يوم الأربعاء.ولا تزال فرق الإنقاذ التابعة للجيش وحرس الحدود ورجال الإطفاء تعمل على مدار الساعة من أجل انتشال العالقين، مستخدمين وسائل الحفر والأيادي.وتقوم فرق الإنقاذ بإيصال زجاجات الماء والغذاء لعالقين تحت الأنقاض لا يزالون أحياء.وذكرت قيادة عمليات الإنقاذ المحلية أن العائلات أعطت أسماء 372 شخصا لا يزالون مفقودين.وتفيد تقارير بأن عدد المفقودين قد يكون أكبر بكثير.واستطاع أحد العالقين، واسمه محمد التاب، أن يتحدث إلى الصحفيين قائلا: " أريد أن أعيش، الوضع مؤلم هنا".أما رجل آخر فكان يستغيث قائلا: "من الصعب أن تبقى حيا هنا، الأفضل أن تموت من أن تتحمل كل هذا الألم".واستقبلت المستشفيات المحلية أكثر من ألف مصاب.ويعتزم رجال الإنقاذ مواصلة عملياتهم إلى يوم السبت، لكن المراسلين يقولون إن الوقت يضيع.وتملك بنغلاديش واحدة من أكبر صناعات الملابس في العالم، حيث توفر سلعا رخيصة لأكبر محلات بيع الملابس في الغرب، التي يستفيد من اليد العاملة الرخيصة في البلاد.ولكن الصناعة باتت محل انتقاد بسبب الرواتب الضعيفة التي تدفعها للعمال، والحرمان من الحقوق إضافة إلى ظروف العمل الخطيرة في المصانع.وأكدت محلات بيع الملابس بريمارك، الواسعة الانتشار في بريطانيا، أن أحد مورديها كان موجودا في الطابق الثاني من رانا بلازا، وأضافت أناه تتشاور مع محلات أخرى لمراجعة معايير التعامل.أما مراكز وول مارت التجارية الأميركية فقالت إنها تبحث ما إذا كانت سلعها تنتج في رانا بلازا.وتقول المنظمات الحقوقية إن الشركات ملزمة أخلاقيا بالتأكد من أن مورديها يوفرون ظروف السلامة لعمالهم في المصانع.