ذرفت ايطاليا الدموع على قتلاها الثلاثاء خلال يوم حداد اعلن لمناسبة جنازة ضحايا حادث الحافلة المريع الذي اسفر عن 38 قتيلا على الاقل الاحد في منطقة نابولي. ونكست الاعلام على المؤسسات الرسمية واغلقت المتاجر لبضع ساعات واعيدت برمجة البث التلفزيوني. واعلنت الحكومة الحداد الوطني طوال النهار. والتقى الاف الاشخاص المحزونين صباح الثلاثاء في قاعة بوتسولي الرياضية الكبيرة حيث اقيم مذبح لاقامة مراسم جنازة الضحايا. ويقيم القسم الاكبر من الاشخاص الذي قتلوا في الحادث في هذه القرية الساحلية الصغيرة القريبة من نابولي. واقيم حزام امني حول العائلات التي جلست باكية حول النعوش. ووضعت زهور ومقاعد وحتى شاشة عملاقة لهذا الاحتفال الذي شارك فيه رئيس الحكومة انريكو ليتا. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال فرنكو الذي خسر صديقه في الحادث "نشعر جميعا اننا فعلا فعلا متأثرون. كنا جميعا نعرف بعضنا البعض، نحن جميعا اشقاء وشقيقات الى حد ما ...". واضاف "زوجته في المستشفى. وهي لا تعرف حتى ان زوجها قد مات. لدي صديق آخر خسر شقيقتين، وصهرين وولدين". وتريد انابيلا سبيرا من المنطقة نفسها ان "تعرف ما حصل" لان "هذه هي المرة الاولى التي يحصل فيها حادث في هذا المكان". وقد خلف هذا الحادث المروع صدمة في ايطاليا، وهو واحد من اسوأ حوادث الحافلات في اوروبا في السنوات الاخيرة. وبلغت الحصيلة الرسمية 38 قتيلا و10 جرحى بين الركاب الذين يضاف اليهم تسعة مصابين بجروح طفيفة من ركاب السيارات التي صدمتها الحافلة قبل ان تهوي في الحرج. وكانت الحافلة التي سقطت عن جسر تنقل 48 شخصا بينهم عدد كبير من الاطفال ويتحدرون جميعا من منطقة نابولي وكانوا عائدين من زيارة حج الى مدينة بيترلسينا مسقط رأس الكاهن الايطالي الأب بيو الذي تم تطويبه في 2002 ويحظى بتكريم واسع في جنوب ايطاليا. وكان المكان الذي تحطمت فيه الحافلة مسرح مأساة، حيث تناثرت عشرات المقاعد الصفراء الملطخة بالدم وقبعة واحذية ... وقد وضع احدهم صليبا صغيرا محاطا بالزهور في مكان المأساة. وقال رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا ان "المأساة تمس وطننا وستبقى جرحا عميقا جدا". وقدم تعازيه الى عائلات الضحايا. وتحدث رئيس الجمهورية جورجيو نابوليتانو من جهته عن "مأساة كبيرة غير مقبولة" تدعو "الجميع، مؤسسات ومواطنين، الى مزيد من الالتزام بمـسألة سلامة الطرق". وقد وقع الحادث على احد جسور الطريق السريع آي16 نابولي-باري بمنطقة مونتيفورتي ايربينو في اقليم افيللينو الذي يبعد خمسين كلم شرق نابولي. ووصلت الحافلة الكبيرة المخصصة للسائحين بسرعة كبيرة الى منطقة منحدرة على رغم الاشارات الكثيرة التي تدعو الى تخفيف السرعة وصدمت السيارات التي كانت تسير امامها فأحدثت اصطداما هائلا. واحصى مصور وكالة فرانس برس سبع او ثماني سيارات على الاقل صدمتها الحافلة التي اقتحمت حاجز السلامة لأحد الجسور بضعة امتار ووقعت في حرج على عمق 30 مترا. وقال رئيس جهاز الاطفاء بيلليغرينو ياندولو لشبكة الاعلام المتواصل سكاي تي.جي24 ان "الوضع صعب. رجالنا يعملون لانقاذ اكبر عدد ممكن من الاشخاص". وذكرت شرطة الطرق ان لا اثر فرملة للحافلة في المنطقة التي وقع فيها الحادث. وقالت وسائل الاعلام الايطالية ان الطريق المنحدرة التي وقع عليها الحادث بالغة الخطورة. وقد حصلت عليها حوادث عدة في السابق. وعلى اثر الحادث، اقفلت الطريق السريع آي16 نابولي-باري. من جهة اخرى، فتحت النيابة العامة في افيللينو الاثنين تحقيقا حول "عمليات قتل غير متعمدة" بعد الحادث. وذكرت وكالة الانباء الايطالية ان التحقيق لن يقتصر على المسؤولية المحتملة لسائق الحافلة بل سيشمل ايضا حالة الحافلة ونوعية حواجز الحماية التي اقتحمتها. وحصلت شرطة الطرق على وثائق الحافلة من مقر شركة موندوترافل للنقل التي تمتلكها. ووعد المدعي المسؤول عن التحقيق روزاريو كانتيلمو ب "اننا سنقوم بكل ما في وسعنا حتى يحصل كل ذي حق على حقه، انها فعلا قضية خطرة". وستجرى في الوقت نفسه فحوص على جثة السائق للتأكد مما اذا كان قد تناول مخدرات او كحولا قبل الحادث.