لندن - د ب أ
كان السكان الأصليون فى أستراليا يعتقدون أنه إذا تراجعت أعداد الحيوانات المتوفرة للصيد أمامهم، فإن ذلك ليس بسبب كثرة حملات الصيد التى يقومون بها بل بسبب عدم قيامهم بالصيد. وكان الكثير من العلماء يعتقدون أن ذلك الاعتقاد مجرد أسطورة مبنية على أساس دينى وليس لها خلفية من الواقع فى الطبيعة. ولكن باحثين أمريكيين يرون الآن أن هذا الاعتقاد صحيح وله تفسير منطقى فى الطبيعة وذلك حسبما ذكر الباحثون فى دراستهم التى نشرت نتائجها اليوم الخميس فى مجلة "بروسيدنجز بـ"التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم فى بريطانيا". وأوضح الباحثون تحت إشراف ريبكا بليج بيرد، أستاذة علم تطور الإنسان بجامعة ستانفورد، أن صحة هذا المعتقد تستند إلى أن السكان الأصليين يحتاجون لإشعال نار صغيرة فى كل مرة يصطادون فيها لأنهم يحتاجون لهذه النيران فى صيدهم لأنهم لا يعتمدون فقط على الحراب فى هذا الصيد. وقال الباحثون إن هذه النيران تبعد السحالى من جحورها فى كهوف السكان الأصليين وإن هذه البقع تكثر مع مرور السنين وتحول مكانها إلى رماد وتؤدى بذلك إلى تنوع التربة فى هذه الأماكن ونمو نباتات سكرية وحشائش مفيدة للسكان فى عيشهم مما يجعل التربة أشبه بساحة من الفسيفساء تساعد الحيوانات التى يحتاج السكان لصيدها على التكاثر لأن هذه الحيوانات لا تحتاج فقط لأماكن خضراء تعيش فيها بل تحتاج أيضا لأماكن جرداء تلجأ إليها هربا من أعدائها. وأوضح الباحثون أن هذا التنوع فى التربة يؤدى بالضرورة إلى تنوع الحيوانات فى المنطقة.