و ا ج
جيجل - عادت طيور الزرزور مجددًا لجيجل لتصنع منذ عدة أيام مشهدا استثنائيا و مميزا فوق رؤوس المواطنين و تثير المخاوف في أوساط مزارعي الزيتون و ذلك عشية موسم جمع الزيتون، حسب ما لوحظ. و تلاحظ أسراب لا تنتهي من طيور الزرزور تحلق في سماء جيجل منذ حلول الظلام مما بعث التخوف في نفوس مزارعي الزيتون الذين يخشون الآثار السلبية لهذه الطيور على محاصيل الزيتون حيث يعرف عن هذا الطائر المهاجر القادم من الشمال أنه آفة أشجار الزيتون التي تستمد منها عديد الأسر الريفية دخلها. واستنادا لأخصائيين من المعهد الوطني لحماية النباتات يوجد 100 مليون طير من الزرزور بالوطن وفقا لما صرح به ل"وأج" مسؤول بالغرفة الولائية للفلاحة لافتا الى أن الزيتون الذي ينضج في شهر نوفمبر هو "أكثر ما يشتهيه" هذا الطائر. و يتلف كل طير ما معدله حبتي زيتون في اليوم الواحد كما يسقط عدة ثمرات أخرى حيث تقدر الخسائر بآلاف الأطنان من الزيتون و هو ما يتسبب في نقص كبير في إنتاج زيت الزيتون. و تم في هذا السياق الشروع في حملة تحسيسية من أجل المكافحة البيولوجية و الكيميائية و الميكانيكية لهذا الطير لصالح مزارعي الزيتون بالمنطقة التي تتربع فيها مساحة زراعة أشجار الزيتون على أكثر من 14 ألف هكتار بإنتاج يقدر ب5 ملايين لتر من زيت الزيتون ذو النوعية الممتازة. و أكد ذات المسؤول أنه علاوة على الضوضاء التي تتسبب فيها هذه الطيور عندما تحوم في السماء في مشهد ذو هندسة متغيرة فإن طيور الزرزور سوداء اللون تطرح فضلات حمضية ضارة بالنباتات و أيضا بهياكل المركبات التي يتسارع تآكلها. و تعشش طيور الزرزور في الأشجار التي تكون بمثابة ملاجئ حيث تتم مكافحة هذا الطير عن طريق معدات صوتية تقلد أصوات طيور الكواسر أو عن طريق شبكة الالتقاط و اللذين لا يزالان في مرحلة التجارب أو حتى باستخدام متفجرات من أجل حماية أشجار الزيتون. و في الواقع يلحق إطلاق المتفجرات الأذى بطبلة أذن هذا الطائر حيث تلعب طبلة الأذن في النظام السمعي دورا هاما في هجرة الطيور حسب ما أكده مسؤولو القطاع الفلاحي. وفي انتظار إيجاد حل نهائي و مستدام لهذا المشكل يبقى مزارعو الزيتون عاجزين تحت سماء تعج بطيور الزرزور في مشهد يذكرهم بفيلم شهير لألفريد هيتشكوك. و يشتهي طائر الزرزور أكل الفواكه مثل الكرز و الزيتون و حتى العنب و حتى و إن كان لا يحظى بشعبية من طرف الفلاحين بأوروبا الغربية و بحوض البحر المتوسط إلا أنه لا يزال يتمتع بشعبية بأوروبا الشرقية لأنه يأكل الحشرات بهذه المنطقة من العالم و هذا استنادا لمصادر صحفية.