يتوجه ملايين النيويوركيين الثلاثاء الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلديتهم فيما يتصدر التوقعات المرشح الديموقراطي اليساري التوجه بيل دي بلازيو (52 عاما) الاوفر حظا ليخلف الملياردير مايكل بلومبرغ. وقد فتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (11,00 ت غ) على ان تقفل في الساعة 21,00. ومنذ الصباح الباكر ادلى العديد من الناخبين باصواتهم. وتشير كل استطلاعات الرأي الى ان هذا الايطالي الاميركي الديموقراطي المتزوج من افريقية اميركية والذي وعد باحداث تغيير جذري، سيكتسح منافسه الجمهوري جوزف لوتا بتقدمه عليه باكثر من 40 نقطة كما يشير اخر استطلاع نشرته ان بي سي وول ستريت جورنال الاثنين. وهناك مرشح مستقل هو ادولفو كاريون لم يتجاوز 2% من نوايا التصويت. وقالت ادريانا (63 عاما) لدى خروجها من مكتب اقتراع عند زاوية الجادة السابعة والشارع 28 في مانهاتن، "انني ديموقراطية واقترعت لدي بلازيو". لكنها لا تنكر فضل مايكل بلومبرغ (71 عاما) الذي "فعل الكثير للمدينة" في سنواته ال12، في مجال الفنون والامن والصحة خصوصا منع التدخين في الاماكن العامة. وتقول هذه السيدة التي تعمل في المجال الانساني وتقر بانها "قلقة بعض الشيء"، "دي بلازيو لا بأس به"، لكن "بعد بلومبرغ من الصعب مجاراته". وقالت انها صوتت لدي بلازيو "لانه لم يعد الشبان يستطيعون العيش في نيويورك، بسبب الغلاء الفاحش". وسكوت دي نينو الديموقراطي ايضا فضل التصويت لجو لوتا. وقال هذا الرجل الاربعيني الذي يعمل في مجال الدعاية، "احب كثيرا مايكل بلومبرغ وآمل ان لا تتغير الامور كثيرا"، مضيفا "لم اشعر ان دي بلازيو رجل نزيه". وتضم نيويورك كبرى المدن الاميركية المقدر تعدادها السكاني ب8,3 ملايين نسمة، ناخبين ديموقراطيين (3,1 مليون) اكثر بست مرات من الناخبين الجمهوريين (491 الفا)، لكنها لم تنتخب مطلقا اي ديموقراطي رئيسا لبلديتها منذ ديفيد دينكينز في العام 1989. وبعد رودولف جولياني (1994-2001) والملياردير مايكل بلومبرغ (2002-2013)، تموضع بيل دو بلازيو في موقع "تقدمي فخور به" مدافعا عن الطبقات الوسطى والعائلة والاقليات. ولم يكف يوما عن التنديد بالتفاوت الاجتماعي في نيويورك المدينة التي تعد اكبر عدد من اصحاب المليارات في العالم، لكن 21% من سكانها يعيشون تحت عتبة الفقر. واثناء احد تجمعاته الاخيرة السبت في مانهاتن والى جانبه زوجته شيرلين ماكراي، ذكر بيل دي بلازيو بتعهداته الرئيسية مثل زيادة الضرائب على النيويوركيين الاكثر ثراء بغية تمويل مدارس الحضانة للجميع اعتبارا من سن الرابعة وتوفير برامج دراسية في المساء في المدارس وبناء مئتي الف مسكن اجتماعي والحفاظ على مستشفيات الحي واستبدال قائد الشرطة راي كيلي. ولفت امام حضور ضم نحو مئة سيدة "لدينا ما يكفي من المباني الفاخرة"، وذكرهن بانه يؤيد ايضا حقهن في الاجهاض واخذ اجازة لبضعة ايام عند مرض طفل، ومساواة الاجور بين الاناث والذكور. لكنه حرص ايضا خلال حملته على عدم اغضاب اوساط الاعمال والقطاع العقاري ابرز مصادر الثراء في نيويورك. وهذا الرجل المهيب بقامته (1,95 م)، المستشار البلدي السابق لبروكلين (2002-2009) والمدير السابق لحملة هيلاري كلينتون عندما ترشحت لعضوية مجلس الشيوخ في العام الفين، يبدو على طرفي نقيض من رئيس البلدية الحالي مايكل بلومبرغ الملياردير المعروف ببرودته واسلوبه الجاف والمدمن على العمل بدون ان يأخذ اي يوم اجازة في خلال اثنتي عشرة سنة من ولايته. وقد ادلى دي بلازيو بصوته في الصباح في بارك سلوب في حيه ببروكلين برفقة زوجته التي كانت ناشطة جدا في حملته، وايضا ابنه دانتي (16 عاما) وابنته كيارا (18 عاما)، "عائلة عصرية" تبدو منسجمة مع مدينة نيويورك المتعددة الاعراق مع 33,3 % من البيض (بمعزل عن ذوي الاصول الاميركية اللاتينية) و25,5% من السود و28,6% من ذوي الاصول الاميركية اللاتينية و12,7% من اصول اسيوية. كذلك صوت جو لوتا (58 عاما) الرئيس السابق لوسائل النقل النيويوركية باكرا وقال مبتسما انه "متفائل جدا". اما المشاركة فتبدو ضعيفة عموما بالنسبة لانتخابات بلدية في نيويورك.  وحتى اللحظة الاخيرة ناشد دي بلازيو انصاره لمواصلة التعبئة. وقد رفض بلومبرغ من ناحيته دعم اي من المرشحين حتى وان ندد بنهج دي بلازيو "الشعبوي". لكن نيويورك ليست المدينة الوحيدة التي تجري فيها انتخابات الثلاثاء. فبوسطن وسياتل وديترويت تنتخب  ايضا رؤساء بلدياتها. وفي نيوجرزي يترشح الحاكم الجمهوري كريس كريستي لولاية ثانية تبدو مضمونة، استعدادا للانتخابات الرئاسية في 2016. كذلك تنتخب ولاية فرجينيا حاكما جديدا وستختار بين الجمهوري كين كوسينلي وزير العدل في هذه الولاية الجنوبية والديموقراطي تيري ماكوليف صديق بيل كلينتون والذي ترجح فوزه استطلاعات الرأي.