توصلت وزارة الخارجية التركية وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، بعد استشارات مكثفة إلى اتفاق مبدئى وإعطاء الضوء الأخضر لإرسال قوات تركية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى. وأشارت صحيفة حرييت اليوم الخميس إلى أن السفير خلوصى كيليج، المدير العام لإدارة أفريقيا بوزارة الخارجية أنهى دراسة متعلقة بإرسال أو عدم إرسال قوات تركية إلى أفريقيا الوسطى، كما تم عقد اجتماعات بين رئاسة هيئة الأركان التركية ونظيرتها الفرنسية التى نشرت ما يقرب من 2000 جندى لها بأفريقيا الوسطى، كما تركزت اجتماعات وفدى هيئة أركان البلدين على إسهام الجيش التركى فى هذا الشأن وتبادل الآراء فى هذا الصدد. وأضافت الصحيفة أنه بعد الدراسات تم التوصل لاتفاق مبدئى حول إمكانية التنسيق وتنظيم المساعدات الإنسانية وتدريب قوات الأمن والحفاظ على النظام العام بجمهورية أفريقيا الوسطى. وطبقا للاتفاق المبدئى، يتم التخطيط لإرسال فريق عسكرى كخطوة أولى إلى أفريقيا الوسطى وسيحدد تاريخ إرسال القوات التركية لها بعد انتهاء مباحثات الجانب التركى مع الاتحاد الأوروبى، إضافة إلى مناقشة الموضوع بشكل مفصل مع مسئول شئون أفريقيا بوزارة الخارجية الفرنسية الذى يصل إلى أنقرة اليوم الخميس. وكان الاتحاد الأوروبى قد بعث برسالة إلى تركيا قبل شهر تطالب تركيا فيها بإسهام الجيش التركى فى البعثة العسكرية التابعة للاتحاد، وأكد وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو حينها على استعداد بلاده لبذل أقصى إسهام فى هذا الشأن فى حال قيام الاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى ومنظمة التعاون الإسلامى بالأعمال اللازمة لإيقاف المذابح الدائرة هناك. وتشهد أفريقيا الوسطى عنفا طائفيا واسعا بين الأغلبية المسيحية والمسلمين منذ انقلاب العام الماضى حيث فر عشرات الآلاف من المسلمين إلى الكاميرون وتشاد المجاورتين. وسقطت أفريقيا الوسطى، وهى واحدة من أفقر الدول بالقارة، فى الفوضى منذ أكثر من عام إثر استيلاء متمردى السيلكا المسلمين على السلطة، كما استقال مايكل جوتوديا، الذى أصبح أول رئيس مسلم للبلاد، من منصبه الشهر الماضى ضمن عملية سلام إقليمية، ولكن أعمال العنف التى تقوم بها الميليشيات المسيحية أو ميليشيات السليكا المسلمة استمر على الرغم من تدخل الآلاف من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقى وفرنسا التى كانت أفريقيا الوسطى تخضع لاحتلالها فى الماضى.