وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير

 امر الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو الثلاثاء باقامة ممرات انسانية في الشرق الانفصالي يمكن ان تؤدي الى تطبيق خطته الهادفة الى انهاء قرابة شهرين من القتال بحلول نهاية الاسبوع، في مبادرة لاقت ترحيبا روسيا.
الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير ان كل الاطراف الاوكرانية باتت "مستعدة" للتحرك من اجل وقف التصعيد.
وقال شتاينماير في ختام محادثات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في سان بطرسبورغ "لاحظت ان كل الاطراف مستعدة للتحرك من اجل وقف تصعيد الازمة في اوكرانيا". واضاف "لا اقول اننا توصلنا الى حل للازمة لكن اجواء جديدة حلت محل التصعيد".
وفي ملف الغاز، تتكثف المشاورات ايضا قبل بضع ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها موسكو. وبعد مفاوضات استغرقت ساعات من دون اي نجاح، تستانف روسيا واوكرانيا مساء الثلاثاء في بروكسل مفاوضاتهما على امل تجنب قطع لامدادات الغاز الروسي على وقع مخاوف الاوروبيين.
والمحادثات حول الغاز في بروكسل تاتي عشية انتهاء المهلة التي حددتها روسيا لاوكرانيا لتسديد دين بقيمة 3,2 مليار يورو (4,4 مليار دولار) او وقف الامدادات الاربعاء.
ورفضت اوكرانيا تسديد الديون احتجاجا على قرار روسيا مضاعفة الاسعار بعد اطاحة الرئيس الاوكراني السابق المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش في شباط/فبراير.
وتؤمن اوروبا حوالى 15% من امداداتها من الغاز من روسيا عبر اوكرانيا- وهو اعتماد كانت تحاول دول الاتحاد الاوروبي تخفيفه اثر حصول عمليات تعطيل مماثلة في عامي 2006 و 2009.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رحب في وقت سابق الثالثاء بقرار الرئيس الاوكراني اقامة ممرات انسانية في شرق البلاد حيث يشن الجيش الاوكراني حملة عسكرية لمواجهة التمرد المسلح للموالين لروسيا.
وسبق ان طالبت موسكو باقامة هذه الممرات.
وقال لافروف "نرحب بهذا القرار. انها خطوة في الاتجاه الصحيح"، مضيفا ان روسيا مستعدة لدعم اي قرار يؤدي الى حل سلمي للازمة.
واضاف لافروف "مهما كانت التفسيرات المختلفة للاحداث، من الضروري اليوم التركيز على الوقف غير المشروط لحمام الدم وبدء حوار يشمل كل المناطق" في اوكرانيا.
لكن احد قادة "جمهورية دونيتسك" المعلنة من جانب واحد اندريه بورغين شكك في مبادرة الرئيس الاوكراني وقال لوكالة انترفاكس الروسية "لقد سمعنا عن هذا الامر ولكن لدينا شكوك في تنفيذ هذه الخطة".
ومبادرة بوروشنكو المدعوم من الغرب تلبي طلبا اساسيا قدمته موسكو وتساهم في تبديد القلق لدى المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان ازاء استخدام كييف الدبابات وسلاح الجو في مناطق ذات كثافة سكانية من اجل قمع الانفصاليين الموالين لروسيا.
وفي مقابلة مع مجلة تايم الاميركية شدد بوروشنكو على انه يستحيل ارساء الامن مجددا من دون "حوار" مع روسيا، وقال "بعض الاوكرانيين يرغبون في ان تكون السويد او كندا جارتهم ولكن لدينا روسيا".
لكن الملياردير الاوكراني لم يوافق على طلب الكرملين السماح بوصول مساعدات روسية الى الشرق الاوكراني، لان كييف تخشى ان يتم عبر ذلك نقل اسلحة الى المتمردين.
وقال مكتب بوروشنكو في بيان "من اجل تجنب سقوط ضحايا جدد في منطقة عملية مكافحة الارهاب، امر الرئيس الوزراء المعنيين بتامين كل الظروف اللازمة للمدنيين الراغبين في المغادرة".
وطلب الرئيس الجديد ايضا من حكومته تامين وسائل نقل وامدادات اغذية ومواد طبية للمسؤولين المحليين لكي يتمكنوا من مواجهة تدفق النازحين في اقسام اخرى من اوكرانيا.
والاحد كشف بوروشنكو عن خطط لوقف حركة تمرد اوقعت اكثر من 200 قتيل وهزت اسس الجمهورية السوفياتية السابقة، مع اختتام اول اسبوع له في السلطة.
وتاتي مبادرة السلام بعد اول لقاء في اطار سلسلة اجتماعات يومية مرتقبة مع سفير موسكو في كييف وممثل من منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
والمفاوضات التي يجريها بوروشنكو مع الكرملين تشمل بذل جهود من اجل تجنب وقف امدادات الغاز الروسي الذي يمكن ان يؤثر على اوروبا ويغرق الاقتصاد الاوكراني المتداعي في انكماش اكبر.
وميدانيا فان الحملة التي تشنها القوات الحكومية في شرق البلاد ازدادت حدة منذ انتخاب بوروشنكو رئيسا في الخامس والعشرين من ايار/مايو. وتعتبر كييف هذه الحملة "عملية لمكافحة الارهاب" فيما تندد بها موسكو باعتبارها "عملية عقابية".
ويشمل القتال منطقتين حيويتين للاقتصاد وتضمان سبعة ملايين نسمة وتقيمان علاقات تجارية وثقافية وثيقة مع روسيا.
وتتركز المعارك الان على طول الحدود الاوكرانية مع روسيا وسلافيانسك المدينة التي تعد 120 الف نسمة والتي كانت اول مدينة تسقط في ايدي المتمردين في مطلع نيسان/ابريل من بين 12 مدينة اخرى.
وقال متحدث عسكري ان جنديين اوكرانيين اصيبا بجروح في القتال حول سلافيانسك ليلا. وقال فلاديسلاف سيليزنيوف في بيان ان "المسلحين يواصلون محاولة كسر الطوق المحيط بهم".
وهاجم المتمردون الموالون لروسيا الثلاثاء مطار لوغانسك شرق اوكرانيا الذي تسيطر عليه القوات الموالية لكييف كما اعلن مصدر عسكري اوكراني لوكالة فرانس برس.
وقال مظلي من الوحدة التي تؤمن الدفاع عن المطار في هذه المدينة والتي اصبحت معقلا للانفصاليين "لقد تعرضنا لهجوم بقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة. لقد ركز المتمردون قوتهم في محيط المطار، ونحن ننتظر تعزيزات"
لكن مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان بدأت تطرح تساؤلات حول استخدام القوات الاوكرانية المتزايد للمدفعية في سلافيانسك وبلدات مجاورة لها.
وقالت هيومن رايتس ووتش في رسالة وجهتها الى بوروشنكو ان "السلوك الاجرامي للمتمردين لا يعفي القوات الاوكرانية من التزاماتها بالتحرك بشكل يتوافق مع القانون الدولي في اطار عملياتها العسكرية لفرض القانون"
أ ف ب