تذكارات تحمل صورة فيليبي دي بوربون

فيليبي دي بوربون الذي يؤدي اليمين الخميس لتولي عرش اسبانيا خلفا لوالده خوان كارلوس، نشأ بهدف وحيد هو ان يصبح

يوما ما ملكا لاسبانيا وهو الدور الذي تدرب عليه منذ طفولته.
وفيليبي (46 عاما) الذي يعتمد اسلوبا معاصرا والبعيد عن الاضواء، اكمل دروسه في الخارج كما تلقى تدريبا عسكريا.
وصرحت والدته الملكة صوفيا في احدى المرات "هدفه الوحيد هو ان يصبح ملك اسبانيا. لقد ترسخت هذه الفكرة فيه".
ومهمته ضمان استمرارية الملكية البرلمانية التي اقيمت تدريجيا مع وصول خوان كارلوس الى الحكم العام 1975 بعدما عينه

الديكتاتور فرنشيسكو فرانكو خلفا له.
وتحديه الاكبر ان يقنع الاسبان في بلد بلغت فيه نسبة التاييد الشعبي للملكية ادنى مستوياتها بعد سلسلة فضائح بقي بمنأى عنها.
وولي العهد ذو الملامح الجدية رغم ان ابتسامة تعلو وجهه على الدوام، يبدو اكثر تحفظا من والده، وكانت تجري على الدوام

المقارنة بينه وبين والده.
لكن المشاكل الصحية المتكررة لوالده وفضيحة رحلة الصيد في بوتسوانا في نيسان/ابريل 2012 التي اثارت جدلا كبيرا في بلد

يغرق بازمة اقتصادية، والتحقيق بتهمة الفساد الذي يطال ابنته الصغرى كريستينا وزوجها ايناكي اوردانغارين، ساهمت في

تراجع شعبية الملك.
وفي الوقت نفسه تحسنت شعبية ولي العهد.
واكد انتونيو توريس ديل مورالي استاذ القانون الدستوري في مطلع 2013 "هناك شيء من التوازن بين الرجلين يسجل".
وفيليبي الامير الانيق الطويل القامة (1,98 متر) حرص على ارساء صورة ولي عهد قريب من الشعب مع اسلوب عصري.

وما ساهم في تعزيز هذه الصورة زواجه العام 2004 من ليتيسيا اورتيس وهي صحافية من عامة الشعب ومطلقة، ما شكل

سابقة في تاريخ الملكية الاسبانية.
وانجبا ابنتين ليونور في تشرين الاول/اكتوبر 2005 وصوفيا في نيسان/ابريل 2007.
وقد عاشت العائلة حتى الان بعيدا عن حياة البذخ، في منزل جميل بني لفيليبي في حديقة قصر لا ثارثويلا قرب مدريد.
وولد فيليبي دي بوربون في العاصمة الاسبانية في تشرين الاول/اكتوبر 1968. ويقال ان الملك خوان كارلوس اغمي عليه من

شدة التاثر عند اعلان ولادة ابنه الوحيد بعد ابنتيه ايلينا في 1963 وكريستينا في 1965. وهكذا اصبح للعائلة المالكة وريث، لان

الدستور الاسباني يعطي الافضلية للذكور لتولي العرش.
وفي سن التاسعة في 1977 عين فيليبي اميرا لاستورياس واصبح رسميا وريثا للعرش الاسباني. والقى خطابه الاول امام

البرلمان انذاك.
وبعد اربع سنوات، تلقن درسه الاول في الحياة العملية حين نفذ الكولونيل انتونيو تيخيرو محاولة انقلاب في 23 شباط/فبراير

1981 ادت الى تكريس الملك كدرع يحمي الديموقراطية الاسبانية.
وابقى الملك خوان كارلوس نجله الى جانبه. وقالت الملكة صوفيا للصحافية بيلار اوربانو في تصريحات جمعتها في كتابها "لا

رينا": "كان يريده ان يكون حاضرا في مكتبه معه، لكي يشاهده كيف يعمل".
وبعد اتمام دراسته في كندا، امضى فيليبي ثلاثة اعوام بين 1985 و1988 في المعاهد العسكرية. وتابع دراسات القانون في

جامعة مدريد ونال شهادة ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون في واشنطن.
وعلى مر السنوات، تولى دورا بروتوكوليا متزايدا وكثف انشطته العامة خصوصا في الخارج حيث افاد من لغته الانكليزية التي

يتكلمها بطلاقة.
كما يتكلم بطلاقة اللغة الكاتالونية المعتمدة  في اقليم كاتالونيا الواقع شمال شرق اسبانيا وحيث تعززت التطلعات القومية مع

الازمة الاقتصادية ما ساهم في توتر العلاقات مع مدريد.
واعتبارا من ربيع 2010، اضطر فيليبي لتعزيز دوره الرسمي مع بدء المشاكل الصحية التي يعاني منها والده خوان كارلوس.
وفيليبي مولع بالرياضة ايضا، وخصوصا كرة القدم، كما لديه اجازة طيران لقيادة مروحية. وشارك في الالعاب الاولمبية في

برشلونة العام 1992 ضمن الفريق الاسباني لرياضة سباق الشراع.
ولطالما لزمت العائلة المالكة الصمت حيال علاقاته العاطفية الى ان اعلن في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 خطوبته على ليتيسيا

اورتيس.
أ ف ب