وزير الخارجية الإيراني و كاثرين اشتون

تسارعت الثلاثاء في فيينا وتيرة المفاوضات الهادفة للتوصل الى اتفاق حول ضوابط البرنامج النووي الايراني املا باغلاق الملف قبل استحقاق 20 تموز/يوليو.
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل مجموعة الدول الست الكبرى "الجميع يدركون تماما اننا نخوض مرحلة من المفاوضات الكثيفة".
واضاف "لا اتصور الا يكون هناك، بصورة او باخرى، شكل من الاجتماعات اليومية حتى العشرين من تموز/يوليو".
وعقدت جلسة عامة اولى صباحا سبقتها اجتماعات ثنائية.
واتاح وصول الوفدين الاميركي والايراني الاثنين حصول حوار نادرا ما يتم حول موضوع غير الملف النووي الايراني.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف ان واشنطن وطهران اجرتا محادثات "مقتضبة جدا" حول مصير العراق المهدد بهجوم كبير يشنه الجهاديون.
ولن تجري محادثات اضافية بين الطرفين حول هذا الموضوع بحلول نهاية الاسبوع، لان الطرفين اكدا ان جهودهما ستكرس في فيينا للبحث عن اتفاق في المجال النووي.
وبعد عشر سنوات من التوتر والشبهات حول الطبيعة الفعلية للبرنامج النووي الايراني، وافقت الجمهورية الاسلامية الشتاء الماضي على التفاوض على اتفاق بحلول 20 تموز/يوليو يمكن ان يقنع بقية العالم بعدم سعيها لامتلاك قنبلة ذرية مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية المفروضة على اقتصادها.
ومنذ شباط/فبراير يلتقي خبراء نوويون ودبلوماسيون ايرانيون شهريا في فيينا مع نظرائهم من مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا الى جانب المانيا) تحت اشراف وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
وتجري المحادثات بالانكليزية اللغة التي يجيدها خصوصا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ولم تتسرب اي تفاصيل حول المحادثات التي تجري حول ملف معقد وتقني.
وبدأ الطرفان في ايار/مايو بصياغة نص اتفاق محتمل لكن المواقف تبقى متباعدة جدا حول المواضيع الاساسية.
وقال مصدر دبلوماسي غربي امس في فيينا "لا يزال هناك الكثير من العمل".
ويبقى موضوع تخصيب اليورانيوم في اجهزة الطرد المركزي الذي يسمح انطلاقا من درجة عالية بصنع الوقود لقنبلة ذرية، العائق الرئيسي امام التوصل الى اتفاق.
وبحسب المصدر الغربي فان "الصعوبة الابرز" في المفاوضات هي قدرة التخصيب التي ستحتفظ بها ايران بعد اتفاق محتمل مضيفا ان الخلاف لا يزال قائما حول هذه النقطة.
وفي المقابل تؤكد ايران انها قامت "عمليا بتسوية" مسالة مفاعل اراك الواقع على بعد 240 كلم جنوب غرب طهران والذي يمكن ان يزود ايران نظريا بالبلوتونيوم، وهو بديل عن اليورانيوم العالي التخصيب الضروري لصنع قنبلة ذرية. واقترحت طهران تعديل تصميم المفاعيل للحد من البلوتونيوم الذي سينتج فيه.
واكد مصدر اميركي الاثنين ان وتيرة المفاوضات ستسرع في الاسابيع الخمسة المتبقية لان كل المواضيع مترابطة.
وامام الطرفين احتمال تمديد مهلة المفاوضات ستة اشهر اضافية، لكن هذا الخيار ينطوي على مجازفات سياسية.
لانه سيكون على الرئيس الاميركي باراك اوباما التوافق مع الكونغرس الجديد الذي سيتم تجديد اعضائه في تشرين الثاني/نوفمبر والذي يتوقع ان يبدي المزيد من الريبة حيال ايران.
وفي ايران فان عامل الوقت ليس لصالح الرئيس المعتدل حسن روحاني الخاضع لضغوط الجناح المحافظ في النظام القلق على مستقبل البرنامج النووي.
 أ ف ب