رام الله ـ مصر اليوم
بينما كان العالم يحتفل بيوم الطفل العالمي، الأربعاء، كان الفلسطينيون يحصون أطفالهم الذين قتلتهم غارات إسرائيل أو قواتها، فضلاً عن أولئك الذين اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية على مدار العام المنصرم.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ بدايتها في 7 أكتوبر 2023، عن سقوط 13 ألفاً و319 طفلاً في القطاع، بالإضافة إلى 167 طفلاً آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير، في بيان مشترك، إنه منذ انطلاق الحرب تعرض ما لا يقل عن 770 طفلاً من الضفة تقل أعمارهم عن 18 عاماً للاعتقال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء في البيان أن "هذا المعطى فعلياً لم يسجل حتى في أوج حالة المواجهة في الانتفاضتين الأبرز في تاريخ شعبنا".
وذكرت الهيئة والنادي أن "أحد أبرز التحولات الخطيرة والمرعبة، هو استمرار الاحتلال في اعتقال نحو 100 طفل إدارياً، واحتجازهم تحت ذريعة (وجود ملف سري).. كما يواصل الاحتلال اعتقال أطفال من غزة بدعوى أنهم (مقاتلون غير شرعيين)".
وتستخدم إسرائيل قانوناً قديماً يُتيح لها اعتقال الفلسطينيين بدون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر تكون قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.
وذكر البيان أنه لا يوجد "معطى واضح عن أعداد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال من غزة، في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقهم داخل المعسكرات" الإسرائيلية.
وأوضح نادي الأسير أن الاحتلال أعاد اعتقال 9 من أصل 169 طفلاً، على الأقل أفرج عنهم ضمن صفقات التبادل التي تمت في شهر نوفمبر 2023.
ويأتي الحرمان من التعليم كجانب آخر مما يعانيه أطفال فلسطين، إذ أشارت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، في بيان، إلى سقوط أكثر من 11 ألف طالب من الأطفال في قطاع غزة، و81 من الضفة الغربية، منذ بدء الحرب.
وبينت أن 171 مدرسة حكومية في غزة تعرضت لأضرار بالغة، ودمرت أكثر من 77 بشكل كامل، وتعرضت 126 مدرسة حكومية و65 من مدارس وكالة الأونروا للقصف والتخريب، مقابل 91 مدرسة تعرضت للتخريب أيضاً في الضفة الغربية.
وأشارت الوزارة الفلسطينية إلى أن نحو 700 ألف طالب، ما زالوا محرومين من الذهاب إلى مدارسهم بسبب العدوان المستمر على القطاع.
وجاء في بيان نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى أن الطواقم القانونية تمكنت من القيام بزيارات للعديد من الأطفال المعتقلين "وخلالها تم جمع عشرات الإفادات من الأطفال، عكست مستوى التوحش الذي يمارس بحقهم، فقد نفذت بحقهم جرائم تعذيب ممنهجة وعمليات سلب غير مسبوقة".
"وخلال الشهور الماضية، طال المعتقلين الأطفال أمراض جلدية، أبرزها؛ مرض الجرب السكايبوس، الذي تحول إلى كارثة صحية سيطرت على أغلبية أقسام المعتقلين وفي عدة سجون مركزية، إذ استخدمه الاحتلال فعلياً أداة لتعذيب المعتقلين ومنهم الأطفال، بحرمانهم من العلاج"، وفق البيان.
ونقلت المؤسستان أن "دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم بشكل منهجي ومنظم بين 600 و700 طفل فلسطيني أمام محاكمها العسكرية".
وتابع البيان: "يستكمل الاحتلال جريمته بحق الأطفال من خلال محاكمتهم، وإخضاعهم لمحاكمات تفتقر إلى الضمانات الأساسية (للمحاكمات) العادلة، كما في كل محاكمات المعتقلين، ففي الضفة يخضع الأطفال لمحاكمات في المحاكم العسكرية الإسرائيلية، التي شكّلت ولا تزال الذراع الأساسية لترسيخ الجرائم بحق الأطفال، والمعتقلين عموماً، ولربما وأكثر من أي وقت مضى".
وشددت الهيئة والنادي، على أن "الأطفال المقدسيين، يخضعون لأحكام (قانون الأحداث الإسرائيلي) بشكل تمييزي، ويُحرمون من أدنى الحقوق، استناداً إلى نهج المحاكم القائم على تحويل كل الاستثناءات إلى قواعد للتعامل معهم، علماً أن نسبة الاعتقال شكلت -على مدار سنوات- النسبة الأعلى مقارنة بأي من المناطق الجغرافية الأخرى في الضفة".
وقال البيان إن "مستوى التوحش الذي يمارسه الاحتلال بحق أطفالنا، يشكل أحد أبرز أهداف حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 411 يوماً، لتكون هذه المرحلة من التوحش امتداداً لسياسة استهداف الأطفال التي يمارسها الاحتلال منذ عقود طويلة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :