قنا - مصر اليوم
تعد قريتا "أبوحمد" و"العمرة" في مركز أبو تشت شمال محافظة قنا من أكثر القرى التي يسافر قاطنوها إلى ليبيا.
ويستطلع موقع "مصر اليوم" آراء الشباب الذين سافروا إلى ليبيا حاملين مشاهد الموت والدمار ومنهم من عاد وهو محمول على الأكتاف بسبب الإصابة.
وسرد أحد العاملين المصريين ويُدعى "ياسر أمين عبداللطيف " من قرية "أبوحمد" 19 عامًا والذي استطاع جمع المال من أجل أن يسافر إلى ليبيا "الحلم الذي ظل يروادني لسنوات من أجل أن أجمع المال لتربية أخوتي وسافرت عن طريق أحد الأشخاص الذين لديهم مكتب سفريات في ليبيا ودفعت 10 آلاف جنيه، ولم أمكث هناك سوى عام حتي دقت الحرب طبولها وأصيبت بعاهة مستديمة في قدمي بسبب إطلاق مليشيات ليببا النار عشوائيًا، خلال محاولة هروبه للعودة إلى الوطن، بعد أن أصبح غير قادر عن العمل بسبب الإصابة في قدمه.
وأوضح ياسر سبب إصابة أنه "كان يجلس مع مجموعة من المصريين داخل منزل خاص بهم في ليبيا، وفوجئ بدخول ملثمين يحملون الأسلحة في أيديهم وأوقفوا الجميع ثم أطلقوا النيران بشكل عشوائي.
وأضاف "لا يوجد أي مستشفيات هناك بسبب الحرب المسلحة من قبل تلك المليشات، وأغلب الأطباء غادروا البلاد وعندما ذهبت لإحدى الوحدات الطبية ضمدوا الجرح دون أي تشخيص حقيقي لحالتي واقترضت مالًا من جميع الناس حتى أتمكن من السفر إلى مصر من أجل تلقي العلاج وعندما عدت تحمّلت تكاليف العلاج دون تعويضات بالرغم من حديث المسؤولين عن صرف تعويضات إلا أننا لم نجد شيئًا من تلك الأوهام التي يعلن عنها المسؤولين.
ووصف حسين علي قناوي "ابن قرية العمرة" أحد المصريين العائدين من ليبيا، معاملة المصريين هناك بـ"غير الآدمية" حتى قبل اندلاع الأحداث هناك، مشيرًا إلى أن معاملة الليبين غير آدمية منذ البداية، وهو ما دفعنا بعد تطور الأحداث الأخيرة إلى السفر والعودة إلى مصر، لافتًا إلى أن الدولة تنتظر وقوع حدث لتشجب وتندد.
وأضاف أن "السفارة المصرية في ليبيا ماهي إلا حبر على ورق والمسؤولون المصريون موجودون في مكاتبهم ولم نجد مسؤولًا واحدًا منهم يشرف على نقل المصريين عقب أي حدث يقع ولكن يظلون في مكاتبهم المكيفة ويدلون بالتصريحات.
ولفت قناوي، إلى "تعمد الليبيين إذلالهم عبر رمي زجاجات المياه كي يشربوا ويضحكون بقولهم "المصريون يطحنون بعضهم من أجل المياه"، وهو ما يؤكد أن المصريين يعيشون في ذل من أجل لقمة العيش هذا فضلًا عن الشتائم القذرة التي يقذفون بها المصريين هناك وخاصة المؤيدين للسيسي، حتى أن البعض من تلك المليشيات المسلحة يقتل أي من مؤيدي السيسي وخاصة الأقباط باعتبارهم أنهم مناهضين لنظام مرسي".
وتابع "فوجئنا بعد ذلك بهجوم جمع من الليبين على ما يقرب من 300 مصري في أحد العنابر وأطلقوا عليهم النار عشوائيًا فسقط 13 قتيلًا مصريًا وهذه الوقائع كانت رؤي العين وهو ما دفعنا إلى السفر مرة أخرى.
ويواصل العمال المصريون العائدون من ليبيا سرد معاناتهم، ونجاتهم من الموت بأعجوبة على يد الميليشيات المسلحة الليبيبة، مؤكدين أن ماتعرضوا له من معاملة سيئة كان مقصودًا.
وذكر صالح علي الطاهر، "سافرت بعد بيع ذهب والدتي عن طريق أحد مكاتب التسفير منذ عامين ونصف للعمل كـ"مبيض محارة" وللأسف معاملة الليبيين للمصريين كانت من أسوء ما يكون خاصة عقب تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم.
وأضاف أن بعض الليبيين منعوا سيارات الإسعاف عقب إطلاق النار بشكل عشوائي على المصريين في المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس، ورفضوا عبور المصريين إلى مطار تونس للخروج ولذا عدنا ولم نستطع السفر لأننا شاهدنا الموت بأعيننا.
وتابع الطاهر، تم إهانتنا على الحدود التونسية والليبية، وأخذوا كل ما نمتلك وعدنا دون أموال، وطالبنا الحكومة بصرف تعويضات لنا.
وطالب خلف الله حسين أحمد، الحكومة المصرية بالضغط على المسؤولين الليبين للحصول على مستحقات المصريين هناك تعويضًا لهم، معربًا عن آسفه لسوء دور السفارة المصرية في ليبيا، قائلًا"جميع مسؤولي الخارجية والسفارة لم يتوجهوا إلينا عندما قررنا السفر من تونس وهو أقرب مكان لنا وتركنا كل شيء، لافتًا إلى سرقة الميليشيات الليبية جميع ممتلكات المصريين، مضيفًا "بقينا 4 أيام في الطريق البري من ليبيا إلى مصر، ورجعنا دون أي شيء.
وأكد رياض أحمد علي، أحد العاملين المصريين العائدين من ليبيا "شعرت بالحزن عندما شاهدت منظر ذبح 21 مصريًا ولكن هذا الأمر كان متوقعًا في ظل صمت الخارجية المصرية والدولة على حقوق العمالة المصرية في كل دولة، وتعرض جموع المصريين هناك إلى معاملة سيئة للغاية.
وقال رياض، "سحبوا جواز سفري وحتى أتمكن من استرجاعه اضطررت إلى دفع مبلغ 1200 دينار حتى أتمكن من استرداده، وأشار إلى أن المصري مكروه لدى الليبيين الذين يستحلون كل ما يمتلك، قائلًا: " كانوا يتلذذون بتعذيبنا".
وأضاف رياض، "تلك الميليشيات اقتحمت مسكننا ليلًا واصطحبونا إلى البحر لإجبارنا على دفع إتاوة ، بل وصل الأمر لدرجة أن المسلحين عندما نذهب لشراء الخبز يضربوننا ويأخذون الخبز منا".
وأكد أحمد عبد اللطيف، أحد العائدين من ليبيا خلال الأحداث الأخيرة ، "استدنت من أجل السفر إلى ليبيبا وكنت بحلم أنني سأحقق كل أحلامي ولكن للأسف ضاع كل شئ، بل الديون بدأت تلاحقنا منذ عودتنا ولكن الإهانة التي شاهدناها جعلتنا نعزف عن السفر".
وذكر أن ما يقرب من 5 آلاف مصري جميعهم من أبناء قرى محافظة قنا من مركز أبوتشت والباقي من نجع حمادي ودشنا.
وأشار بيتر موريس حنا أحد العائدين من ليبيا منذ بدء اختطاف الأقباط، "بعت ذهب زوجتي واقترضت ثمن التذكرة إلى ليبيا أملًا في أن أسدد وابتاع منزلًا، وكان معي شقيقي ولكن للأسف شاهدنا العذاب وقررنا الهرب من ويلات تلك الميليشيات التي لا نعرف إذا كانت تتبع تنظيم "داعش" أو أنهم يتلذذون بتعذيب الأقباط باعتبارهم أكبر المؤيدين للسيسي بحسب كلام أحدهم ذات مرة لنا وللأسف كنا أحيانًا نخفي هويتنا حتى لا تظهر الديانة خوفًا منهم.
وأكد حنا أقاويل سابقيه بشأن "تواجد ميليشيات غير معروفة هويتها متخصصة في السرقة على طريق العودة إلى مصر تسرق كل شئ نمتلكه.