لندن ـ كاتيا حداد
ثارت الصحفية المجرية والناشطة في حقوق الإنسان، بوغلاركا بالوغ، الكثير من ردود الفعل السلبية على الإنترنت، بعد أن نشرت عدة صور لوجهها، معدَّلة باستخدام الفوتوشوب على وجوه نساء من قبائل أفريقية.
وقالت بالوغ إن ردود الفعل تُظهر كيف يمكن لعمل أُنجز بدوافع طيِّبة كالذي فعلته، أن يتحول إلى شيء سلبي، بسبب "الجهل والشعور بالذنب من الماضي"، مشيرةً إلى أنها نفذت مشروعها لتسليط الضوء على القبائل التي تتعرض لخطر الانقراض، ومع ذلك انتقدها كثيرون بسبب تعديلها بشرتها البيضاء إلى سوداء لتلائم الصور.
ونشرت الناشطة الصور على موقع "بورد باندا"، وشاهداها أكثر من 212 ألف شخص قبل أن تحذفها بنفسها، ما أثار مزيدًا من الجدل، في حين أكدت أنها تلقت رسائل تشجيعية من نساء في جميع أنحاء العالم، بعضهن ذوات بشرة سوداء.
وقالت إنها عندما اعتزمت تنفيذ مشروعها لم تعتقد أنها ستلمس موضوعًا حساسًا إلى هذه الدرجة، وبالتأكيد "تلقيت العديد من الانتقادات السلبية غير العادلة"، مضيفةً أنها شعرت بقليلٍ من السخافة لاضطرارها شرح ما قامت به، وشرح نيتها الحسنة وعملها الفني لأشخاص ذوي ردود فعل سلبية.
وأوضحت بوغلاركا بالوغ أن الفكرة جاءتها أثناء عملها في بلدان أفريقية، وأن الوقت الذي قضته في دول القارة جعلها واعيةً تمامًا بقضايا القبائل المهددة بالانقراض بسرعة، لافتةً إلى أن هدفها كان مقارنة صورتها الطبيعية مع صورة نساء من سبع قبائل مختلفة، وأن الصور تُظهر مدى جمال التنوع في أنحاء العالم، وتثبت أن كل شخص في الدنيا يرى الجمال بطريقة مختلفة عن الآخرين.
واستعانت الصحفية المجرية بالرسام سابا زابو في مشروعها، وتخطط للعودة إلى أفريقيا مجددًا في الوقت الحالي للكتابة عن قضايا حقوق الإنسان.
وبعد أن كانت أدرجت في مقالها مجموعة من المعلومات عن كل قبيلة، تشمل الظروف المعيشية والأزياء والتقاليد، اضطرت إلى حذف الصور، وقالت معتذرةً إنها لم يكن في نيتها الإساءة إلى أي شخص.
وشددت على أنها كانت تنوي نقل فن القبائل، كمحامية حقوق إنسان وصحفية تعرف جيدًا عن العنصرية وقضايا مماثلة، ولم يسبق لها أن تتخيل أن عملها سيزعج الكثير من الناس، وأنه سيتوجب عليها أن تشرح نيتها، مطالبة الجميع بالهدوء.
وقالت إحدى السيدات تعليقًا على الصور قبل حذفها، إنها "كامرأةٍ من توركانا أشعر بأنني أُهِنت، كيف تجرؤين على مقارنة نفسك بنساء ذوات بشرة سوادء، في الوقت الذي يُقتل هؤلاء بسبب لون بشرتهم؟ هل تعتقدين أن المرأة الأفريقية مجرد ملابس يمكن أن تضعيها وتخلعيها بسهولة؟".
وهاجم أحد المعلقين الصحفية مؤكدًا أن هذا "ليس شعبك ولا تاريخك، اهتمي بشؤون بلادك"، وقال آخر إن استخدام وجوه سوداء لرفع الوعي تجاه قضية القبائل الأفريقية هو "وهم"، في حين نصحها أحدهم بأن هناك طرق عدة أخرى للتعبير عن نساء القباء غير ذلك.