موسكو - حسن عمارة
زاد إقبال المواطنين الروس على عقار ميلدونيم، الذي تسبب في اتهام نجمة التنس ماريا شارابوفا بتعاطي المنشطات، الأسبوع الماضي، ما أدى إلى زيادة مبيعات العقار، ويعتقد الناس أنه طالما كان الدواء مفيدًا لشارابوفا وغيرها من الرياضيين فإنه غالبًا ما يكون مفيدًا للأشخاص العاديين، ويبدو أن ذلك هو السبب وراء زيادة أرقام مبيعات هذا العقار، والذي يعرف أيضًا باسم "ميلدرونيت" في روسيا ولاتيفيا المجاورة.
وأفادت شركة "غريندكس" المُصنعة للعقار بتضاعف المبيعات في روسيا خلال مارس/ آذار الجاري مقارنة بمبيعات فبراير/ شباط الماضي، وأنه لا يعد ذلك غريبًا لاسيما وأن المادة التسويقية للعقار تقول إنه يساعدك حتى تصبح أفضل، ويقول الوصف الدوائي باللغة اللاتيفية عبر موقع الشركة "عند اسخدامك عقار ميلدورنيت فإنك تشعر بالتناغم وتحسُن الذاكرة ويصبح تفكيرك أسرع وتصبح تحركاتك أكثر مهارة، ويصبح جسمك أكثر قدرة على الدفاع عن نفسه ضد الظروف المعاكسة".
وأعلنت شارابوفا في آذار/ مارس الجاري أن اختبار تناولها للعقار كان إيجابيًّا ما أدى إلى منعها من المشاركة في المنافسة الدولية من قِبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) في الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي، ومنذ ذلك الحين أعلن عن تسعة رياضيين آخرين يتناولون العقار ذاته، وأوضحت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أن هناك 99 رياضيًّا كان اختبار تناولهم للعقار إيجابيًا هذا العام.
ويتوافر هذا العقار الرخيص في السوق على مدى عقود في بلدان الكتلة الشرقية السابقة، وبيَّن رئيس المعهد اللاتيفي الذي طوّر العقار العام 2009 أنه استُخدم بواسطة القوات السوفيتية في أفغانستان؛ للمساعدة في زيادة قدراتهم على التحمل، ويتم تسويقه لمجموعة واسعة من الأمراض، ويبدو الأن أن الروس العاديين يتطلعون للحصول على العقار ذاته.
وكان سعر علبة الدوار التي تضم 40 حبة 250 ملليغرام 283 روبلًا فقط ما يعادل 4 دولار في إحدى صيدليات موسكو، الاثنين، ومن يرغبون في الحصول على قوة أكبر يمكنهم شراء علبة بها 60 حبة بمقدار 500 ملليغرام بتكلفة 9.25 دولار، وذكر مدير التسويق، ألكسندر كوندراتييف، في الشركة المُصنعة للدواء "لا يوجد نقص في مخازن الأدوية ويمكن الحصول على عقار ميلدورنيت بسولة".
وأشارت المتحدثة باسم الشركة، ليلى كلافينا، إلى زيادة مبيعات العقار الأسبوع الماضي، ومع تأثر الرياضيين بقرار منع العقار أرجع القادة الروسيون تحول السياسة إلى المسعى المُعادي لروسيا من الغرب، وبيَّن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف الأسبوع الماضي، أنه يشك في أن الأصول السوفيتية للعقار تؤجِّج عملية الحظر، مضيفًا "بالنظر إلى ما يجرى في الفضاء العام من شركائنا الغريبيين، لن أندهش إذا ما أعلن شخص ما قريبًا أن قوات الدفاع الروسية أو القوات المسلحة والدبلوماسيين الروس مُخدرين، ومن ثم يستخدمون هذا السبب لمنع موسكو من جميع العمليات الدولية، وهناك فورة من الحظر والاتهامات لكبار الرياضيين لدينا".
وأجرت الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات دراسة بشأن أثر استخدام الرياضيين لعقار ميلدونيم بين أكتوبر/ تشرين الأول 2014 وفبراير/ شباط 2015، ووجدت أن 17% من العينة المستخلصة من إجمالي 4316 رياضيًا روسيًا تحتوي على آثار من العقار، وأظهر 35% من لاعبي الرغبي علامات على استخدامهم العقار أيضًا.