تريزا ماي والرئيس الأميركي دونالد ترامب

أظهر استطلاع جديد للرأي العام البريطاني، أن أكثر من 8 من أصل 10 من البريطانيين يريدون إن تستخدم رئيسة الوزراء تريزا ماي نفوذها لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإبقاء الولايات المتحدة ضمن "اتفاقية باريس" حول تغير المناخ. وقد أظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز "بوبولوس" ، مع أكثر من 2000 شخص، أن 84 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن على السيدة ماي أن "تقنع ترامب بعدم ترك اتفاق باريس بشأن المناخ". وفقط حوالي 5 في المائة يعتقدون أنها "بالتأكيد لا" تقول شيئًا.

وبينما أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعماء العالم الآخرون أهمية الجزء الأميركي المتبقي من جهود العالم للحد من الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين، اتُهمت رئيسة الوزراء البريطانية  بالإبقاء على "اتفاق صمت" مع الملياردير الجمهوري "الرئيس الأميركي". وستجتمع ماي مع ترامب في قمة مجموعة السبعة في مدينة صقلية اليوم الجمعة لمدة يومين من محادثات حول مجموعة من القضايا، ومنها موقف الولايات المتحدة بشأن تغير المناخ الذي من المرجح أن يحتل مكانة متقدمة في جدول الأعمال.

وقالت تانيا ستيل، المديرة التنفيذية لمجموعة للصندوق العالمي للطبيعة، التي اجرت الاستطلاع: "إن اتفاق باريس التزام جريء ومليء بحماية البيئة للأجيال المقبلة، وكل بلد تقريبا على كوكب الأرض وقع على اتخاذ إجراءات طموحة لمحاولة الحد من آثار تغير المناخ. وأضافت: "نحن في حاجة ماسة لان تستخدم رئيسة وزرائنا العلاقة الخاصة للمملكة المتحدة مع الولايات المتحدة لحث دونالد ترامب على الوقوف إلى جانب الاتفاق وحماية كوكبنا للأجيال المقبلة".

وأكدت ستيل: "هذا ما يريده الشعب البريطاني، وهو ما يحتاجه أطفالنا وبيئتنا". وقالت ان "التغيرات السريعة التي تحدث في القطب الشمالى توضح الحاجة الملحة للعمل". واعتبرت: " ان القطب الشمالي ليس مكانا رائعا للحياة البرية الفريدة والنادرة مثل الدببة القطبية والحيتان القوسية فحسب، ولكن أيضا لعب دورًا حاسمًا في ضمان ان يبقى مناخ كوكبنا مستقرًا". وأضافت "لكن تغير المناخ يضع كل هذا تحت التهديد. لقد فقدنا القطب الشمالي كما نعرفه في حياتنا، واذا ما واصلنا انبعاث الغازات الدفيئة بمعدلنا الأن فان هذا سيزداد سوءا حتى نمر بنقطة اللا عودة".

وتعهد ترامب، الذي وصف "تغير المناخ بشكل مضحك بأنه خدعة ارتكبتها الصين"، بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس ومحاولة تنشيط صناعة الفحم. بيد انه في الأسابيع الاخيرة أجل قراره النهائي بشأن اتفاق باريس مرتين وسط دلائل على وجود تأييد قوي للبقاء في اطار الاتفاق من كبار أعضاء حكومته. وقد بدأ المتشككون البارزون بالمناخ في إظهار علامات تهيج من الرئيس الأميركي. لذلك فمن الممكن أن آراء المملكة المتحدة، البلد الذي يُعتبر حليفًا رئيسيًا لترامب، يمكن أن يحرك التوازن. وإحدى الحجج التي طرحها مؤيدو البقاء في اتفاق باريس هي أن الولايات المتحدة ستدفع سعرًا دبلوماسيًا للعودة بشكل أساسي إلى كلمتها.

وأشار الصندوق العالمي للطبيعة إلى علامات على أن الولايات المتحدة ستغادر، مثل أمر تنفيذي وقعه ترامب في نيسان / أبريل والذي يسمح بالحفر من أجل النفط في القطب الشمالي - ومن المفارقات أن مهمة الاحتراز العالمي قد أذابت الكثير من جليد البحر. ومن المتوقع أن تكون المنطقة خالية إلى حد كبير من الجليد البحري في الصيف بحلول 2030، للمرة الأولى في حوالي 100 ألف سنة. وهناك طرق جديدة للإبحار تفتح أبوابها مما قد يخفض وقت السفر من أوروبا إلى الصين واليابان من أكثر من شهر إلى حوالي 20 يوما.

وقبل اجتماع مجموعة السبعة، رفعت منظمة السلام الأخضر عريضة أملا في إقناع ماي بالتدخل، الذي اجتذب أكثر من 155 الف توقيع. وتنتج دول مجموعة السبع؛ وهي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا واليابان،  ربع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، مع العلم ان الولايات المتحدة مسؤولة عن حوالي 14 في المائة، وهي ثاني أعلى دولة في العالم .