الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، كسر الحواجز بينهما، بعد أشهر من تراجع العلاقات بسبب سورية وشبه جزيرة القرم، وادعاءات تورّط روسيا في تسمم الجاسوس الروسي سيرغي سكيربال في بريطانيا.

جلسا بجانب بعضيهما وبرفقة بريغيت ماكرون
جلس ماكرون بجانب بوتين في المؤتمر الاقتصادي في سان بطرسبرغ، الجمعة، وأشار إليه مستخدمًا كلمة "عزيزي"، وتحدثا معا عن العديد من القضايا.

وانضمت السيدة الفرنسية الأولى، بريجيت ماكرون، إلى الزعيمين، في حفلة "Stars of the White Nights" على هامش المؤتمر الاقتصادي، ووضع الرئيسان خلافتهما جانبًا، وتحدّثا عن الاهتمامات المشتركة، بما في ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووجدا أرضية مشتركة لمشاركة قلقهما، حيث ردة فعل ترامب تجاه الاتفاق النووي الإيراني، وانسحابه من اتفاق المُناخ، وكذلك التجارة الدولية.

 

 

ترامب يوحّد بوتين وماكرون
ويعني انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني أن الشركات الفرنسية أو الروسية التي لها أعمال تجارية مع النظام الإيراني ربما تكون عرضة لعقوبات الولايات المتحدة على طهران، حيث التأُثر لها.

وتحدّث الرئيسان في جلسة "سؤال وإجابة" أمام الحضور  والذين معظمهم من رجال الأعمال والمسؤولين الروسي، حيث قال بوتين إن انسحاب الولايات المتحدة كان مُدمرًا وذا نتائج عكسية، مضيفا "إذا تمت مراجعة الاتفاقات الدولية كل 4 سنوات، لن تقدم لنا أفقا للتخطيط، وستخلق جوا من التوتر وعدم الثقة".

ولفت بوتين إلى أن الولايات المتحدة انسحبت، رغم تأكيد هيئة الرقابة الدولية على الأسلحة النووية، على التزام طهران الكامل بالاتفاقية، متسائلًا " لماذا تجب معاقبتها؟"، كما اعترض على تطبيق العقوبات على الشركات الأجنبية في طهران.

ماكرون ينتقد نقل السفارة الأميركية إلى القدس
وسافر ماكرون إلى واشنطن لكن دون أن تسفر زيارته عن نجاحات، حيث حاول إقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق النووي، ولكن في المؤتمر لم ينتقد الرئيس الأميركي، بشكل واضح، إذ قال إنه حظي بعلاقة قوية مع ترامب، ولكنه كان على علم بوجود خلافات على بعض القضايا، مضيفًا أنه حاول إقناع ترامب بالعودة إلى الحديث عن البرنامج النووي الإيراني، كما انتقد قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، حيث خطوة خارجة عن الاتفاق مع الحكومات الأوروبية.

وأكد ماكرون أن نقل السفارة لم يكن أمرًا مرغوبًا فيه، حيث تسبب في خلق صدامات قاتلة بين المحتجين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية. ولفت الرئيس الفرنسي إلى أن ترامب بحكم الأمر الواقع، خسر الحوار الدولي بشأن اتفاق باريس للمناخ.

ماكرون يدعو إلى سيادة مالية أوروبية
وفرضت إدارة الرئيس الأميركي عقوبات على الشركات الروسية الكبرى في الشهر الماضي، وهي الخطوة التي أضرت أيضًا بالشركات الأوربية، حيث الخوف من تعرضها أيضًا لعقوبات.

وأشار ماكرون مرارًا وتكرارًا إلى الحاجة إلى إنشاء "سيادة مالية أوروبية"، نتيجة الضربة القوية لاعتماد الاقتصاد الأوروبي على النظام المالي الأميركي.

ووصل ماكرون إلى سان بطرسبرغ بصحبة وفد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين الحريصين على توقيع صفقات مع روسيا، على الرغم من العقوبات الأميركية الجديدة.

 

 

بوتين يؤكد فشل واشنطن في عزل بلاده
وتحدث رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في المنتدى، ودعا إلى تعاون أوثق مع روسيا، وبالتالي كان وجود آبي وماكرون، وكذلك إلقائهما بيانات أمرًا مهمًا لبوتين، حيث إشارة إلى أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا تواجه عقوبات مزايدة.

وأوضح الرئيس الروسي أن وجود العديد من المدراء التنفيذيين الأجانب دليل على أن العقوبات الأميركية فشلت في تحقيق هدفها، ورغم الحديث الودي بين ماكرون وبوتين، تطرق الرئيس الفرنسي إلى العقوبات الأوروبية على موسكو لدورها في أوكرانيا، قائلًا "تقع الكرة في ملعب روسيا وأوكرانيا، الأمر بسيط، لن نرفع العقوبات إذا لم يحدث شيء".

وقال الرئيس ماكرون إن دول الاتحاد الأوروبي ستجتمع في يوليو/ تموز المقبل للنظر في تمديد العقوبات المفروضة على روسيا منذ عام 2015.​