واشنطن ـ يوسف مكي
يريد المسؤولون الديمقراطيون مِن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليم الجواسيس الـ12 المزعومين والمتهمين بالتدخل في الانتخابات الأميركية 2016، في حين يدعو آخرون ترامب إلى إلغاء اجتماعه المقرر. وقبل أيام فقط من قمة ترامب مع بوتين، أعلنت وزارة العدل الجمعة، أن 12 ضابطا من المخابرات العسكرية الروسية اخترقوا حملة الرئيس كلينتون الرئاسية والحزب الديمقراطي وأفرجوا عن عشرات الآلاف من المعلومات المسروقة، وتدعي لائحة الاتهام أن القرصنة المزعومة تمت في محاولة لمساعدة حملة ترامب وإلحاق الضرر بخصمه هيلاري كلينتون.
طالب السيناتور بوب مينينديز وهو ديمقراطي بارز في لجنة العلاقات الخارجية، بعد ساعات من الإعلان، ترامب بمطالبة بوتين بتسليم الضباط، وقال مينينديز في بيانه "في ضوء لائحة الاتهامات، وإذا كان الرئيس سيستمر في حضور قمة مع فلاديمير بوتين، يجب عليه اتخاذ الخطوات القوية والضرورية للدفاع عن الولايات المتحدة والدفاع عن أمننا القومي ضد حملة الكرملين لتقويض الديمقراطية في الداخل والخارج"، ونشر السيناتور جون ماكين سلسلة من التغريدات الجمعة يقول إن ترامب يحتاج إلى إلغاء قمة الإثنين في فنلندا، وقال ماكين إن "لائحة الاتهام الصادرة اليوم هي نتيجة العمل الشاق الذي يقوم به المسؤولون عن إنفاذ القانون والمخابرات الأميركيون الذين يكرسون حياتهم من أجل تقديم أولئك الذين يرغبون في ضررنا إلى العدالة".
ورغم إعلان الاتهام، قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض سارة ساندرز إن القمة "ما زالت مستمرة"، وقال ترامب إنه سيتعامل مع هذا التدخل، كما قال نائب المدعي العام رود روزنشتاين السبت: "ليس هناك ادعاء في هذا الاتهام بأن الأميركيين يعرفون أنهم كانوا يقابلون الروسيين.. ليس هناك ادعاء في هذا الاتهام بأن أي مواطن أميركي ارتكب جريمة".
وقال لينساي والترز نائب السكرتير الصحافي للبيت الأبيض في بيان "ليس هناك ادعاء بأن المؤامرة غيرت عدد الأصوات أو أثرت في أي نتيجة انتخابية.. إن تهم اليوم لا تتضمن أي ادعاءات بمعرفة تورط أي شخص في الحملة ولا مزاعم بأن القرصنة المزعومة أثرت على نتيجة الانتخابات.. هذا يتفق مع ما كنا نقوله طوال الوقت"، ووفقا إلى لائحة الاتهام المكونة من 29 صفحة، قام الروسيون بالتخطيط لعدة أشهر بشأن كيفية اقتحام حسابات البريد الإلكتروني الديمقراطية الرئيسية، بما في ذلك حسابات رئيس حملة كلينتون جون بوديستا، واللجنة الوطنية الديمقراطية، ولجنة حملة الكونغرس الديمقراطي.
وظهر العديد من رسائل البريد الإلكتروني المسروقة على "ويكيليكس" وكانت ضارة لحملة كلينتون لعام 2016. وتزعم الاتهامات أن الروسيين اتصلوا ترامب في أغسطس/ آب 2016 لتقديم المساعدة وفي نفس اليوم، وخلال خطاب له، حث ترامب روسيا على العثور على رسائل بريد إلكتروني مفقودة من كلينتون.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يحاولون فيها اختراق حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بها التي يستخدمها مكتبها الشخصي.
ولم يزعم المحامي الخاص روبرت مولر، الذي كان يحقق في علاقة روسيا المزعومة بالانتخابات، أن زملاء حملة ترامب كانوا متورطين في جهود القرصنة، وأن الأميركيين على دراية بالتواصل مع ضباط مخابرات روسيين أو أنه تم تغيير أي أصوات عن طريق القرصنة.
روسيا ما زالت مستمرة في نفي مزاعم التدخل في الانتخابات الأميركية
رفضت وزارة الخارجية الروسية المزاعم بقولها "من الواضح أن الغرض من ذلك هو إفساد الجو" في قمة الإثنين، وقالت الوزارة "من المؤسف أن تداول المعلومات الكاذبة في واشنطن أصبح هو القاعدة، وأن القضايا الجنائية تقدم لأسباب سياسية واضحة"، كما نفى مستشار الشؤون الخارجية لبوتين، يوري أوشكو، هذه المزاعم التي تقول إن "الدولة الروسية لم تتدخل أبدا ولا تنوي التدخل في الانتخابات الأميركية".
وتقول لائحة الاتهام إن المتهمين هم ضباط في مديرية الاستخبارات الرئيسية في هيئة الأركان العامة في روسيا، والمتهمون الروسيون ليسوا في الحجز، وليس من الواضح ما إذا كانوا سيظهرون في المحكمة الأميركية