الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على أنه سيجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التدخل في الانتخابات عندما يجتمعان الشهر المقبل، وقال الرئيس للصحافيين خلال رحلة مساء الجمعة، إلى نيوجيرزي: "لا نريد أن يعبث أحد بالانتخابات".

وأضاف الرئيس الأميركي أنه يخطّط أيضا لإجراء محادثات مع بوتين بشأن الحرب الأهلية في سورية والتوغل الروسي في شبه جزيرة القرم عندما يجتمعان في 16 يوليو/ تمُّوز في هلسنكي بفنلندا، قائلين: "قد نتحدث عن بعض الأمور التي فقدها الرئيس أوباما"، وقال ترامب "لا تنسوا، لقد تخلى الرئيس أوباما عن شبه جزيرة القرم، لقد سمح الرئيس أوباما بحدوث ذلك، خلال فترة ولاية الرئيس أوباما، أعتقد بأنه كان من الممكن التعامل بشكل مختلف وهذا أمر مخجل بصراحة"، وأشار ترامب إلى أنه سيفكر في رفع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على روسيا بسبب السلوك السيئ، وقال للصحافيين: "سنرى ما تفعله روسيا".

 

 

وذكر البيت الأبيض الخميس، أنّ الزعيمين سيبحثان العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ومجموعة من قضايا الأمن القومى إذ أعلن رسميا قمة بين ترامب وبوتين، وقال ترامب في البيت الأبيض الأربعاء إن موضوعات النقاش ستشمل أيضا أوكرانيا وسورية، وإنها أول محادثات فردية بين الزعيمين العالميين، وجرت محادثات أخرى على هامش مؤتمرات القمة الرئيسية.

لقاء ترامب مع بوتين المقبل سيكون في فنلندا
كان أول لقاء مباشر بين ترامب وبوتين خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا في يوليو/ تمُّوز الماضي، لقد عقدوا اجتماعًا موجزًا في قمة أبيك في دا نانج بفيتنام، وسوف يعقدون المحادثات مرة أخرى في الشهر المقبل، حيث ينهي ترامب رحلته إلى بلجيكا وإنجلترا وأسكتلندا.

ويقول البيت الأبيض إن محطته الأخيرة ستكون في المنطقة المحايدة لفنلندا، وجاء إعلان البيت الأبيض عن لقاء ترامب مع بوتين في نفس الصباح الذي استخدم فيه الرئيس "تويتر" للدفاع عن روسيا بتهمة التدخل في الانتخابات، وقال إن المؤامرة تكمن في حملة هيلاري كلينتون، ولا تزال روسيا تقول إنها لا علاقة لها بالتدخل في انتخاباتنا.

وقال بومبيو خلال جلسة استماع للجنة الفرعية في مجلس الشيوخ تناولت مجموعة من تحديات السياسة الخارجية: "أنا واثق من أنه عندما يجتمع الرئيس مع فلاديمير بوتين سيوضح أن التدخل في انتخاباتنا غير مقبول تماما"، وأكدت وكالات الاستخبارات الأميركية أن موسكو تدخلت في انتخابات عام 2016 لصالح ترامب وألحقت الأذى بكلينتون، ويقوم المحامي الخاص روبرت مولر بالتحقيق في احتمال تورط حملة ترامب.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض خلال مؤتمر صحافي الأربعاء إن منتقدي الرئيس حاولوا جعل الهدف من الاجتماع مع بوتين لتسجيل نقاط سياسية. وقال بولتون إنه "رغم الضجيج" يعتقد الرئيس بأنه سيكون من الأفضل التواصل بشكل مباشر مع بوتين. وبالمثل قال ترامب في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء: "لقد قلت ذلك من اليوم الأول: إن التعايش مع روسيا ومع الصين ومع الجميع أمر جيد للغاية".

بولتون أجرى محادثات بناءة مع يوري أوشاكوف
وقال بولتون خلال مؤتمره الصحافي إن عقد اجتماع مع بوتين يعني وجود "حلقة وصل" بين التدخل في الانتخابات الروسية في الولايات المتحدة، وجاء تدخل الانتخابات أثناء مؤتمر بولتون الصحافي فيما يتعلق بتصريح أدلى به قبل انضمامه إلى إدارة ترامب التي تسيء إلى بوتين.

وأكد الدبلوماسي الروسي يوري أوشاكوف قبل ذلك، أن المحادثات مع بولتون كانت "بناءة ورائجة"، كما أقر بأن محادثة جرت بشأن التدخل في الانتخابات، وقال مساعد بوتين، وفقا لوكالة أسوشيتد برس "لقد أعلن بوضوح من جانبنا أن الدولة الروسية لم تتدخل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، علاوة على أنها لم تتدخل في انتخابات عام 2016".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع قال بومبيو إن الاجتماع بين ترامب وبوتين سيكون مفيدا لعلاقات الدول، على الرغم من تقييم الولايات المتحدة بأن روسيا تحاول التدخل في انتخابات التجديد النصفي. وقال الدبلوماسي الأميركي الأعلى لشبكة CNN "إن الروس، على عكس الأوروبيين، لا يشاركوننا قيمتنا"، ومع ذلك قال إن الحديث مع روسيا هو "جدير بالاحترام" حتى تتمكن الدولتان من محاولة إعادة علاقتهما إلى مسارها.

وقال بومبيو "سواء كانت ساحة المعركة في سورية أو الموقف في أوكرانيا أو التدابير الروسية النشطة.. أنا متأكد من أن هناك العديد من الموضوعات التي سوف يناقشها الرئيس ترامب والرئيس بوتين، وسيكون من المهم لكل منهما محاولة إعادة العلاقة مع مجموعة مشتركة من التفاهمات".

 

 

وناقش ترامب وبوتين اجتماعًا وجها لوجه في مارس/ آذار، عندما اتصل ترامب بالزعيم الروسي لتهنئته على إعادة انتخابه، وكشف كل من البيت الأبيض والكرملين أن ترامب دعا بوتين إلى زيارة البيت الأبيض.

وأثار ذلك الدهشة بين الديمقراطيين الذين اقترحوا لفترة طويلة علاقة حميمة بين الرجلين أدت إلى فوز ترامب في الانتخابات في عام 2016.

يُذكر أنّ هلسنكي تعدّ موقعًا لمؤتمرات قمة تاريخية أخرى وتم اختيارها هذه المرة كبلد مقبول لكلا الطرفين، وهي معروفة باتفاقية 1975 التي وقعتها 35 دولة في محاولة لتحسين العلاقات بين الشيوعيين والغرب المعروفة باسم اتفاقيات هلسنكي. وفي مارس/ آذار 1997، اجتمع الرئيس بيل كلينتون والرئيس الروسي بوريس يلتسين في هلسنكي في القضايا الأمنية والاقتصادية، وكان أحد مساعدي الكرملين يوري أوشاكوف أول من قال إن قمة الشائعات بين ترامب وبوتين ستعقد الأربعاء ووصفتها بأنها "الحدث الدولي الأكثر أهمية هذا الصيف".