مراكش ـ ثورية إيشرم
يعد الزليج أو"الفسيفساء" المغربي عامة والمراكشي خاصة من بين أهم العناصر التي تزخر بها الصناعة التقليدية في الأسواق التقليدية المراكشية، فهو يعتبر الشكل الأكثر أصالة
الذي حافظت عليه الأجيال، ولم تستغن عن استعماله، سواء في المنازل القديمة والحديثة العادية أو الفاخرة، أواستخدامه في الرياضات السياحية والفنادق الضخمة والفخمة أيضًا، إذ يمكن اعتباره حلقة وصل مكملة للثقافة المغربية الأصيلة التي لا يمكن التجرد منها.
إن الزليج أو الفسيفساء المراكشي أو المغربي بصفة عامة، هو عبارة عن مربعات او مثلثات أو مستطيلات وغيرها من الأشكال الهندسية من الصلصال توضع في النار كي تنضج، ثم تتم زخرفتها بألوان مختلفة، فهي عملية فنية تتطلب مهارة والكثير من الدقة من طرف الحرفي أو الصانع التقليدي، الذي يسهر على عمله الدؤوب والدقيق من أجل أن يصنع شكلا براقا ومتناسقا في كل أجزائه، إذ يقوم بكل حرفية بتقطيع وتجميع الأجزاء الرئيسية والمكونة للزخرفة التي ينوي أن يكون منها زليجة الفسيفساء .
ويعتمد الفسيفساء على الصانع التقليدي بالألوان و بالأشكال الهندسية التي يصنعها مسبقا واستخدام الكتابات المتقاطعة من فن الخط العربي وفنون الرسم والخطوط المتألقة، لتكون قطعة تبدو عند النظر إليها للوهلة الأولى أنها سهلة، لكنها صعبة وتمر بمراحل عدة لتصل إلى ماهي عليه، فهي تتطلب مهارة يدوية عالية وجد مهمة ودقيقة لإنتاج تحفة فنية تتوارثها الأجيال عبر الحقب الزمنية والتي تتماشى مع كل العصور لشدة جماليتها ورونقها الباهي.