مراكش - ثورية ايشرم
كشف مصمم الديكور المغربي ذو الأصول المراكشية ماجد سومان، أن تصميم الديكور مجال عشقه منذ طفولته وورثه عن والده الذي كان مصممًا للديكور أيضًا وهو الذي جعله يتعلق بهذا المجال الذي ولجه قبل أن ينهي دراسته.
وأفاد سومان في حديث خاص لـ "مصر اليوم"، حول تجربته في مجال تصميم الديكورات: "كنت أرافق والدي إلى ورشته ومكتبه الخاص في العطل المدرسية، إضافة إلى أني رافقته كثيرًا عندما يرغب في تنفيذ طلبية لعدد من الزبائن وتركيب الديكور المنزلي، إلى أن حصلت على شهادة الباكالوريا فاتجهت إلى فرنسا حيث تخصصت أنا أيضًا في دراسة مجال الديكور وعدت إلى المغرب لإتباع مشواري المهني في هذا المجال لكن هذه المرة بعيدًا عن والدي الذي أصبحت أنافسه بشراسة في الساحة، وكان يسعده ذلك بل كان أيضًا يشجعني ويساعدني كثيرًا كلما وجدت نفسي في مأزق أو مشكلة ما".
وأضاف: "هذا القطاع لا يختلف كثيرًا عن جميع القطاعات فيما يخص العراقيل والمشاكل التي يصادفها المهندس ومصمم الديكور، لاسيما في البدايات إلا أني قد أكون عشت القليل منها بحكم أن والدي في المهنة وتعلمت منه الكثير إضافة إلى كوني ولجت المجال منذ الطفولة، لكن يبقى مجال الديكور يعاني أيضًا من مشاكل تنافسية سواء كانت شريفة أو غير شريفة من خلال الدخيلين على المهنة دون دراسة أو تخصص، ودون حتى تلك الموهبة التي يجب أن تكون متوفرة في الشخص والذي يقوم بصقلها بواسطة الدراسة حيث يتمكن من ولوج سوق الشغل وهو متمكن من كل شيء، حتى وإن صادفه مشكل تجده قادرًا على حله بسهولة دون خسائر له أو للزبون، كما أن المهنة تتطلب من صاحبها أن يكون لديه طول بال وصبر كبير للتعامل مع أجناس وأفكار وعقليات مختلفة ويستطيع أن يلبي الذواق جميعها مع إشراك الزبون في الأفكار دون الإفصاح عنها حتى يشعر أنه ساهم بشكل كبير في تصميم الديكور الذي يرغب فيه".
وأردف: "المصمم المتمكن من عمله لا تجده يقوم بالعمل وهو غير راض عنه، على العكس دائمًا ما يكون منتظرًا الطلبات حتى يشرع في تصميم الديكور متتبعًا آخر الصيحات المتواجدة في الأسواق والساحات العالمية ليكون مواكبًا لها وعلى علم بها ويسهل عليه النصح والإرشاد والتطبيق أيضًا ويحقق رغبة زبونه دون عناء، كما أن المهمة تتطلب دائمًا من ممارسها أن يبحث ويدرس ويجدد من أفكاره دائمًا حتى لا يصبح مملًا في تطبيقاتها سواء على مستوى التصاميم الكلاسيكية أو العصرية أو التقليدية، فالأمر لا يختلف هذا بالإضافة إلى أن المصمم يجب عليه أن يكون دائمًا مبتسمًا في وجه الزبون وأن يترك حياته الشخصية ومشاكله خارج الورشة وبعيدًا عن عمله حتى لا تجد حالته النفسية التي يعيشها مطبقة في أحد تصاميمه التي يقدمها للزبائن، لذلك أنا أجد أن عمل المصمم صعب جدًا".
وتابع: "من أكثر الأشياء التي تستهويني في تصميم الديكور هي الصالون المغربي الذي بدأت في تصميمه منذ دخولي مجال التصميم والذي أعشقه كثيرًا كونه من الثقافة المغربية والذي يتميز بديكوراته وإكسسواراته التي تساهم في جعله تحفة فنية مرموقة سواء بشكله العصري الحديث أو التقليدي العريق ومهما تغير تجده يزداد جمالًا وأناقة ولا يتمكن من تصميمه سوى المصمم المغربي المتمكن والذي يكون متشبثًا بالثقافة المغربية والأصول العريقة التي عاش فيها منذ طفولته وتشبع بها واستقاها من أسرته والمجتمع والمحيط الذي يعيش فيه".
واستطرد: "الصالون المغربي عرف تجديدًا وتطورًا كباقي المجالات حيث ظهرت تشكيلات راقية من الألوان والتصاميم والقطع الراقية العصرية التي تجمع بين الخامات المتنوعة وتكون تلك اللوحة الفنية المغربية التي أعشقها ولا أتوانى في التفنن فيها، وأنتظر بشوق كبير أن أتلقى عرضًا في تصميم الصالون المغربي العتيق الذي أجد نفسي فيه كثيرًا وأسعى بكل ما أملك من جهد إلى منحه حقه المتكامل في جعله فضاء يليق ويحقق اللمسة المغربية التي يرغب فيها كل الأفراد، لاسيما أنه فضاء لا يخلو منه أي منزل مغربي".
واختتم المصمم ماجد كلامه قائلًا: "جمالية العيش في اختيار ما تريد وتجربة ما ترغب فيه وإتقان ما تفعل والتفنن فيه وإرضاء الأذواق والحصول على رضا الزبائن من خلال ما تقدمه لهم من لمسات ومن خلال عملك، لاسيما إذا تم إشراكهم في تطبيق مختلف الأفكار حيث تعطيهم فرصة للثقة في أذواقهم وكذا الحصول على ما يردون، كما أن عملي كمصمم ديكور يجعلني دائمًا أتواصل مع الآخرين وأخلق علاقات اجتماعية كبيرة مع الأفراد من مختلف الجنسيات، لاسيما في الأعوام الأخيرة حيث بدأت أتلقى عروضًا من خارج المغرب للمشاركة في مجموعة من التظاهرات الخاصة بعروض الديكور وآخر الصيحات العالمية والمغربية التي تتميز بخامات متعددة وأنيقة تخطف الأنظار، والتي أصبحت موضة يقبل عليها الأفراد من خارج المغرب، وما يزيدني هذا إلا شرف وافتخار بأني مغربي".