القطار فائق السرعة يضرب نبض الحياة في طنجة

تاريخ هائل يقف كل ركن في مدينة طنجة القديمة، حيث يفوح منها سحر الماضي وروح المعاصرة، إنها أجمل مدن المغرب، التي وقع في غرامها عظماء مثل ميك جاغر وصموئيل بيبيس، وتحتوي طنجة على البنايات التاريخية والأسواق المحلية التي تمتلئ ببضائع الشرق، حيث تشاهد المتسولين في سن المراهقة يتشجارون على العشب أدناه.

إن موجة التطرف التي عصفت بشمال أفريقيا طالت من السياحة في المغرب في السنوات الأخيرة، فقط الذين يمتلكون بعض الشجاعة وروح المغامرة في روحهم هم من يجرؤون على كسر تحذيرات السفر إلى تلك البلاد الشرق أوسطية. ولكن ليس بعد، الآن يمكنك الاستماع إلى الدعوة للصلاة وأنت تحتسي الجعة أثناء الغروب وتنخفض درجات الحرارة العالية، نظرا لأن التشدد الديني أقل من أي بلد عربي آخر.

في الماضي مرت طنجة بالكثير من الصعود والهبوط، حيث بدت على أعتاب التمتع بالإزدهار، فقد كانت بوابة استراتيجية بين أفريقيا وأوروبا، وقد مزقت ذلك وتصارع عليها البريطانيين والمغاربة والبرتغاليين والأسبان والفرنسيين، مما دمر خطط التطوير.

في في وقت مبكر من الستينات اندلعت فضيحة كبيرة، أثارت سلسلة من الإدانات بالاستغلال الجنسي للأطفال، الحكايات الخارجة من المدينة حتى روعت العائلة المالكة المغربية التي بالكاد تحملت وجود المكان، وسمحوا لها بأن تغرق في الفساد الخاص بمضيق جبل طارق، الملك الشاب محمد السادس تيقظ لإمكانات طنجة، معتبرها أنها يمكن أن تصبح سان تروبيه شمال أفريقيا.

فأنفق الملك الشاب ثروة على المنفذ الجديد، حيث أنشأ مرسى وثلاث محطات للعبارات السريعة، وزودها بخدمة القطار فائق السرعة الذي هو ثورة "السفر بالسكك الحديدية"، حيث انخفضت مدة الرحلة من الدار البيضاء إلى طنجة من 5 ساعات إلى ساعتين فقط، كما يمكنك أن ترى فيها الفنادق الواسعة ومراكز التسوق، والتي خطط لها في مطلع الألفية ومازالت في مرحلة التطوير.

وهناك المدينة والقصبة، حيث فندق غراند فيلا دو فرانس، الذي يطفو على تلة على حافة المدينة، ويوفر منصة مثالية لاستكشاف المدينة، الفندق تم تجديده بشكل رائع بعد أن أغلق لمدة عقدين، ويمكنك أن ترى لماذا عشق الفنان ماتيس الهدوء في الفندق، كما يمكنك التجول أسفل التل من الفندق والانخراط في فوضى المدينة ومتاهة الأزقة المزدحمة بالتجار والمزاحمون.