المعالم الأثرية السرية

تضمُّ روما مجموعة من المعالم الأثرية السرية، بعيدًا عن مناطق الجذب السياحي في العاصمة الإيطالية الأكثر شعبية وازدحامًا، وتتميز ساحة "بياتزا داي كافالييري دي مالطا" أو "ساحة فرسان مالطا"، بأنها خالية من الازدحام المروري، كما تحتوي على عدد قليل من الناس، كما تشتهر بوجود باب غامض، وتقع على أحد أهدأ وأجمل التلال السبعة التي تتميز بها المدينة، ويدعى "تاغ آفينتين"، وصمّم الساحة الفنان الإيطالي بيرانيزي، الذي اشتهر بحبه للمفاجآت.

كما يوجد باب أخضر وحيد على جانب الساحة يؤدي إلى دير خاص بفرسان مالطة، وثقب مفتاح ضخم وتاريخي يمتلأ بالتفاصيل، كما أنه محاط بشعار النبالة، وتعرض للحك كثيرًا من قبل الكثير من الأشخاص، ويمكن الاستمتاع بالنظر خلاله ورؤية قبة القديس بطرس من تصميم بيرانيزي على بعد أميال، ويحيطها إطار على شكل ثقب مفتاح، واهتمت الحكومة بالاستفادة من هذه الآثار التي تشمل الحديقة لتقديم لمحة خاصة من المعالم الأكثر شهرة في روما.

ويمكن للسياح الاستمتاع بقضاء أجمل اللحظات ومشاهدة أروع كنوز العاصمة من خلف الأبواب المغلقة وبعيدًا عن المعالم السياحية المعروفة.

ويمكن الاستمتاع بمشاهدة معالم أثرية خاصة وسرية خلف الآثار الرومانية المعروفة مثل "الكولوسيوم" و"فوروم" و"الفاتيكان" ولذلك فإن روما توصف بأنها مدينة المفاجآت والأسرار التي لا يمكن التنبؤ بها. حيث أن ما وراء الفنادق الكبرى التي تمتلئ بالردهات التي تعج بالحركة، هناك مدينة روما من وجهة نظر أخرى بصورة أكثر أناقة وتطورًا، وتضم مجموعة من الفلل الخاصة والشقق الفاخرة، التي من خلال غرفها يمكن الانطلاق في مغامرة لمشاهدة روما السرية.

وتعتبر العاصمة من المدن التي تضل فيها الخرائط السياحية الطريق، ولذلك فإن التجول فيها بصورة شخصية وبنمط مختلف سيكون الخيار الأفضل. ويمكن الانطلاق في مغامرة داخل المدينة، تبدأ باكتشاف ورشة قديمة في شوارعها الجانبية، والاستمتاع بوقفة رومانسية على جسر تحت صورة ظلية من قلعة سانت أنجيلو، فضلاً عن تناول وجبة "الستراشيتي" الرائعة المكونة من قطع اللحم البقري المقطعة مع الجرجير.

ومن بين المواقع الأثرية السرية الواجب زيارتها في روما، ساحة "ديل بوبولو"، والإقامة في نزل يطل على الساحة مباشرة حيث الغرف عالية السقف والنوافذ المغلقة الطويلة بطراز كلاسيكي، والاستمتاع بصوت آلة "الساكسفون" الموسيقية الذي يصل من طريق أنجيلو برونيتي في المساء، وعند عودة عازفي "الساكسفون" إلى بلادهم وتوقف حركة المرور، يمكن الاستمتاع بسماع صوت تدفق المياه في النوافير الموجودة في الساحة تحت المسلة، التي جلبها الامبراطور أوغسطس أثناء عودته من مصر قبل ألفي عام.

كما يمكن الاستمتاع صباحًا بالتنزه بين الأطلال القديمة والمنحوتات على الطريقة الباروكية القديمة التي تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، فضلاً عن تناول الوجبات اللذيذة، بين أقواس النصر الرومانية، والمعرض "البورغيرزي"، أو في مطعم على طريق "ريبيتا".

ويمكن التجول داخل "بازيليكا سانتا ماريا" في تراستيفيري، التي تصبح أكثر روعة كلما مضت عليها السنوات، وتتميز بتصميمات داخلية مطلية بالذهب، وتعمها أجواء دينية من البخور والصلاة، كما يمكن رؤية صورة القديس "فلايسكيز" في قصر "دوريا بامفيليغ"، وكنيسة روما الكاثوليكية، حيث كان الرهبان يفضلون إلقاء الأناشيد.

ويمكن تسلق السلالم في منطقة "الكابيتولين" في الليل، للوصول إلى ساحة مايكل أنجلو الرائعة، لرؤية تمثال الفروسية "ماركوس أوريليوس" في ضوء القمر.