هناء صادق توضح أن انتاج دارها يشمل "المزهرية" و"العربة الآشورية"

أعلنت مصممة الأزياء ومديرة الإنتاج في الدار العراقية للأزياء هناء صادق، أن الدار نفَّذت عدداً من البدلات تعود تصاميمها إلى فترة السبعينيات، والتي كانت تعد الأزياءُ حينها اكثر رواجاً وانتعاشا للمراءة العراقية، ولذلك تُبدي كثيرٌ من الدول والمؤسسات الثقافية اهتماماً متزايدا بالأزياء التراثية لشعوبها.

وقالت هناء صادق في حديث لـ"مصر اليوم" إنَّ العمل يشمل بدلة إسلامية تسمى (المزهرية) وأخرى تاريخية تدعى (العربة الآشورية)،وأنَّ العمل تم وفق مواصفات معينة تبين معالم الثقافة العراقية الرصينة التي ألهمت الثوب الشرقي بالذوق والرقي لتأتي محملة بعطر الحضارة تعزيزاً لمكانة الزيّ العراقي الأصيل. وأضافت صادق، لقد أظهر العاملون في قسم الإنتاج مهارة عالية في تنفيذ البدلات التاريخية والفولكلورية من حيث التطريز اليدوي وحياكة السنارة التي تبرز معالم الزيّ التاريخي بأسلوب فني متميز.

وتابعت صادق إنَّ هناك ثلاث بدلات تاريخية لملوك قدماء (سومر وأكد) لا تزال قيد التنفيذ وتمت مراحل الانتهاء من العمل بهاشمي مصنوع من مادة التول والشيفون وإنهاء صيانة بدلتين إحداهما تاريخية (بوابة عشتار) وأخرى فولكلورية (حاملة الجرة) بعد تعرضهما للتلف والاستهلاك.
وأوضحت صادق أنَّ هنالك تصاميم أخرى ستنفذ بعد هذه المرحلة وتشمل بدلة (جدارية الحرب والسلام) إضافة إلى مجموعة من التصاميم التاريخية التي ستنفذ مستقبلاً.

وبينت المصمم العراقية عن سعيها منذ ثلاثة عقود الى تأسيس شخصية مميزة لزي عراقي ذي مرونة عصرية ، لافتا الى انها عُرفت بأزيائها التراثية التقليدية كالعباءة والهاشمي والزبون والصاية والعمل على تطويرها وتنفيذها لتلائم حياة المرأة المعاصرة.

واشارت صادق الى انحياز في استخدام الأقمشة الطبيعية كالقطن والحرير ومنها "الموسلين" ، والذي تنسب صناعته الأولى الى الموصل والتي أخذ منها اسمه، مؤكدة على اهتماما  بشكل كبير في توظيف الحلي والإكسسوارات الفضية والأحجار الملونة لإتمام لوحة الزي التي يقابلها الجمهور الاجنبي باندهاش واعجاب فضلا عن الجمهور العربي.

وعن اخر اعمالها قالت هناء صادق: قدمت عرضا لتصاميمها ضمن نشاط ثقافي عراقي في مقر منظمة اليونسكو بباريس حضي بالأعجاب والاهتمام ،مبينة ان أكثر من ثلاثين قطعة فنية تدرجت ألوانها بين التركواز والأحمر والبنفسجي والأصفر قدمتها في العرض.  ورأت ان العرض كشف عن جمالياتٍ شرقية وعراقية مخبأه في الأزياء، اضافة الى الحصول على تقدير لكفاءة المرأة العراقية في استلهام عناصر التراث وتحديثها.
ولعل تأسيس دار الأزياء العراقية قبل خمس وثلاثين سنة كانت احد الاستجابات لهذا الفهم وان كانت بحاجة اليوم الى تفعيل أكثر لوظيفتها الثقافية والفنية. ويسجل تصميم الأزياء اسماء عراقية معدودة حاولت وتحاول ان تكتشف جذور الزي العراقي ومراحل تطوره مع محاولة عصرنته بشكل يستجيب للاستخدام اليومي دون أن يفقد في الوقت ذاته دلالاته الاجتماعية والجمالية والتاريخية كمعبر عن هوية.