روما - ليليان ضاهر
تعتبر كلمة رائعة، الأكثر استخدامًا في الكتابة عن الأزياء، ولكن تلك هي الكلمة الوحيدة لوصف "بالوما بيكاسو"، البالغة من العمر 68 عامًا، فشعرها الأسود السميك وعيونها المطابقة مثل البركة، يضيفان، على المجوهرات المقلدة المطمئنة التي ترتديها على هيئة أساور من طبقات على معصميها، والقلادة الذهبية حول رقبتها وتجلس بشكل لافت للنظر مع بلوزة الحرير الأسود، "خلفية لمجوهراتها".
وتقول الأسطورة، إن محررة الأزياء ديانا فريلاند، قد اتصلت بها في منزل جدتها عندما كانت في الـ15 من عمرها، وسألت عما إذا كانت ترغب في التصوير من قبل "أفيدون" من أجل "فوغ" الأميركية، وحقيقةً أنها حضرت عروض أزياء صديقها إيف سان لوران من مهدها، ثم، بالطبع، هناك والدها الفنان.
واعتادت بيكاسو، أن تصمم لـ"تيفاني" وشركاه على مدى الأعوام الـ37 الماضية، فيما تنطلق مجموعتها الأخيرة، "بالوما ميلودي"، الأسبوع المقبل، بنفس البساطة المدهشة التي تتسم بها جميع مجوهراتها: "الأساور والخواتم في أي من الذهب والفضة أو وردة الذهب"، متاح أيضًا مع ألماس والإسبنيل الأسود حسب الرغبة، وهي من خمسة عصابات متشابكة "تتناغم معًا في هيئة جميلة"، إنها القطع التي تريد فركها بين أصابعك واللعب بها.
ولدى بيكاسو شعورًا واضحًا بأن المجوهرات ينبغي أن ترتديها، وليس مجرد أن تعجب بها خلف خزانات الزجاج، كاشفة: أن "في البداية، كنت في عميلتي الأولى، أصنع كل الأشياء التي أردت شراءها ولكن لم أجدها، ثم أضع نفسي في حذاء فتاة صغيرة ترغب في الحصول على أول قطعة لها من المجوهرات، أو أحيانًا أقول، "هناك فتاة شقراء، زرقاء العينين تنام بداخلي، وأريد أن أعرف ما يليق بها".
وتهدف بيكاسو، لأن تناسب مجوهراتها الليل والنهار، مضيفة: "الضوء يؤثر عليها بشكل مختلف، لذلك لا تبدو هي نفسها في النهار مثل المساء"، وتقوم بخلط الفضة والذهب، على سبيل المثال، "هناك المزيد من الحرية في الطريقة التي نرتديها الآن، فيمكن في نصف سهرة، ترتدين الجينز مع الترتر في النهار"، ولدى المصممة أيضًا خبرة حادة بمعجبيها.
وأوضحت بيكاسو: أن "المجوهرات كانت حقًا حبي الأول، فكنت الفتاة المسترجلة كطفلة صغيرة، في كل مرة اضطررت إلى ارتداء ثوب أود أن أبكي، ولكنك ترى صورًا لي كفتاة وأنا أرتدي المجوهرات، وغالبًا ما ارتدي سوارًا أو أقراط، فأنا دائمًا انجذب إلى المجوهرات"، واصفة رد فعل والدتها، الرسامة فرانسواز جيلوت، عندما كانت تتفوق على قطعها، وتقول جيلوت، وهي عميلة في تصميم الأزياء لبيار كاردان ومادام غريس: "عندما تكبرين، سأعطيك هذا"، كما أعطتها مقدمة لعالم الأزياء الراقية.
وتابعت بيكاسو: "قبل أن أبدأ في تصميم المجوهرات، كنت أصمم لنفسي، وأقضي الكثير من الوقت في محاولة لمعرفة ماذا ارتدي، ما تصفيفة الشعر التي تليق به"، ومع شعرها الأسود المذهل وومضة أحمر الشفاه الأحمر، أصبحت نجمة المشهد الدولي.
ولكن بيكاسو لم تكن أبدًا مجرد فتاة لعوب، فبعد الجامعة في باريس، بدأت العمل كمصمم أزياء لـ"ليس فوليس بيرجيريس"، وتدريجيًا عثرت على ميلها للمجوهرات، قبل اتخاذ دورات رسمية في تصميم المجوهرات. وأظهرت إبداعاتها الأولى لـ"سانت لوران"، وكلفها على الفور لإنشاء قطع لبيت الأزياء الشهير.
ومن تلك الأيام الأولى، بينت بيكاسو، أن "عالم الموضة كان عالم أسهل وأكثر إبداعًا، لم يكن المال في قلبه"، وكان تأثير تغييرها على سانت لوران حادًا، حيث تقول: "عندما التقيت به لأول مرة، كان أكثر فرحًا مما كان عليه"، ولا يزال لديها العديد من القطع من مجموعاته، مؤكدة أن "ملابسها سهلة جدًا لارتدائها، إنها أنيقة ورائعة".
ولم تعد تحضر بيكاسو عروض الأزياء، ولكنها تتابع المجلات، ولها براغماتية حريصة نحو ارتداء الملابس، مردفة "أعتقد أن الموضة غالبًا ما تتم كثيرًا للتوافق أكثر مع الحياة اليومية، فإيف كان ربما أول من خلق مثل تك الإثارة بشأن بعض الملابس، ولكن ليس لدرجة الصدمة من أجل الصدمة، ويبدو الآن أن المصممين قد فقدوا حقيقة أن هذا من المفترض أن ترتديه للنساء".
فيما تعيش بيكاسو مع زوجها الثاني، إريك ثيفينيت، وهو طبيب العظام الفرنسي الذي أصبح شريكها في الأعمال التجارية أيضًا، وكان الزوجان يقسمان وقتهما بين منازلهما في لوزان وسويسرا ومراكش.
ومن المفيد أن تكون ثيفينيت بمثابة مستودع أفكارها، فبعد أن صممت بذلة زفافه الذهبية المتينة مع أخاديد قوية تدور حولها، أطلقت مجموعة مجوهرات للرجال مع "تيفاني"، تحتوي على نسخة من خاتم زوجها، ولديها روتين قليلًا لعملها: "أنا أرسم، ولكن ليس لدي مكتب معين، فأنا لا أحب الجلوس في مكتب، حيث أكون على السرير أو السجادة، أو على متن طائرة، وفي كل مرة أذهب إلى الفنادق أحمل منصات صغيرة "من الغرفة"، لقد فعلت الكثير من التصاميم الخاصة بي على تلك القطع الصغيرة من الورق"
وتحكي بيكاسو عن بداية حياتها: "عندما كنت في عمر المراهقة سألني الناس الكثير من الأسئلة بشأن ما إذا كنت سوف أصبح رسامة، وبدأت أنزعج من ذلك السؤال، وكنت أعتقد أنه يجب أن أهرب منه، قاومت لبضعة أعوام، ولكن لم أكمل".
وكانت بيكاسو على علم بشهرة والدها في عمر مبكرة، "بيكاسو كان 67 عندما ولدت، وهي أصغر أطفاله"، متابعة "كنا نخرج في الشارع والكثير من حشود الناس يطلبون توقيعه، أتذكر شيئًا واحدًا عندما كنت ثمانية أو تسعة أعوام، جاء رجل لزيارة والدي وعندما غادر، سار إلى الوراء ليخرج من الغرفة، فلم يستطع أن يدير ظهره لوالدي، ففكرت، ذلك هو الحال في الكتب عن الملوك والملكات، يجب أن يكون في مثل هذا الرعب، فوالدي ليس شخصًا من شأنه أن يخلق هذا النوع من الحاجز بين نفسه وغيره من الناس، وفي أي حال لم يطلب ذلك من الناس، كان بسيطًا جدًا بمجرد التقائه".