شهدت كنيسة وستمنستر نصيبها العادل من الملابس غير العادية بعد أن استضافت 16 حفل زفاف ملكي، وكذلك كل مراسم التتويج منذ 1066، فقد استغرق نورمان هارتنل فريق من تسعة خياطات طوال ثمانية أشهر لصنع ثوب تتويج الملكة عام 1953, ولكن حتى أول نظرة على مجموعة غوتشي كروز 2017 التي ظهرت داخل الدير التاريخي، يمكنك أن ترى ألف عام من الأبهة في الدير، تنسى أنه عرض للأزياء، من الناحية الفنية.

وربما يكون بوسعنا ان نقول انه حتى هذه اللحظة لم نرى أمثال السترة الشريطية من ألوان قوس قزح مع تدرج الدانتيل، المطرزة مع القط الرياضي كنوع من الفن المسيحي المبكر، تعاونت مع نقبة بلون الخردل الأصفر الشهير أليسيا سيلفرستون في فيلم الجاهل، المجهزة بجوارب الدانتيل والأحذية ذات الكعب العال مع سبعة من الأبازيم الفضة لكل منهما.

ووضع مدير غوتشي الإبداعي، اليساندرو ميشيل، خبرته الصميمة في الملابس التي سارت بها العارضات على الممشى، على بعد بضعة أقدام من قبر الجندي المجهول، تحت سقف واحد لمكان دفن17  ملك بريطاني، ثمانية وزراء، جيفري تشوسر وتشارلز ديكنز، مما جعل العرض مجيدا، ساحرا، سرياليا، وليس بغريب الأطوار أو معتوه.

وظهرت إحدى العارضات بمعطف من الفرو المخطط مع عمامة مرصعة بالجواهر والجينز المتناثر الأبيض، وظهرت أخرى بقبعة من القش الذهبي مع طائر لعبة الكريكيت والصنادل ذات الكعب العالي اللؤلؤي.

ويعتبر غوتشي ميشيل بأن لديه استخفاف صحي للحدود الجمالية، حيث قام بخلط الإشارات الأرستقراطية مع ستايل الشارع، في حين يعتبر الجنس غير ذي صلة تماما, في كنيسة وستمنستر التي تتشابك فيها السياسة بالدين والفن والمجتمع، وقدمت غوتشي البلوزات ذات الكتفين مع تنورة فضفاضة من الترتان، والحجاب الحرير الملكية, وكان هناك خلاف صغير في الفترة السابقة لهذا العرض، عندما انتقد مؤلف القس بيتر أوين جونز استضافة الدير لهذا الحدث، وشبهه بـ "بيع أرواحنا لزوج من السراويل". وقال عن قرار توظيف الردهة الخارجية للدير إلى كيرنغ، المجموعة الفاخرة التي تملك غوتشي: "أنا لا أظن أن هناك سبب آخر للكنيسة لأن تقوم به سوى البعض من المال، والذي يخلط بين ما يجب أن تمثله الكنيسة".

,اعتادت الأديرة أن تعرض ردهاتها للتأجير للمنسابات الخاصة لأكثر من عقد من الزمن، واستضافت العديد من الأطراف بما في ذلك شركات الأسهم الخاصة. أوين جونز، المناضلة ضد ما تراه التعاطف المادي لكنيسته، لم يفسر لماذا اعترض على عرض غوتشي على وجه التحديد, وقال متحدث باسم الدير أن الاستجابة لهذا العرض كانت "إيجابية للغاية"، ووصفه بأنه "تعاون جديد ومثير بالنسبة لنا".