غزة– حنان شبات
تروي مجسماته الكرتونية مشاهد الدمار ومعاناة الحرب الأخيرة على قطاع غزة؛ إذ استطاع الفنان التشكيلي محمد الزيتي تجسيد قصف الاحتلال الإسرائيلي للمنازل والمساجد والسيارات بلوحة تشكيلية رائعة أطلق عليها اسم "مأساة غزة"، في محاولة منه لتوثيق مشهد القطاع على مدار 51 يومًا من العدوان.
ويمارس الزيتي، البالغ من العمر 21 عامًا، منذ صغره هوايته المفضلة الرسم، ثم في سن الـ16 عامًا اتجه إلى الفن التشكيلي من خلال رسم اللوحات الفنية المميزة، ومنذ عام تقريبًا استطاع حفر اسمه المميز في عالم الفن التشكيلي من خلال صناعة مجسمات كرتونية مميزة.
ولفت الزيتي، خلال مقابلته مع "مصر اليوم"، إلى أن بدايته في صناعة المجسمات كانت من خلال تصميم وتنفيذ بعض المجسمات مثل قبة الصخرة والمسجد الأقصى بالإضافة إلى مجسم برج إيفل.
وأوضح أن الأمر كان هواية ثم بعد ذلك أصبح صناعة ومصدر رزق؛ إذ يصنع المجسمات للمؤسسات والمدارس وغيرها، منوهًا إلى أن الأوضاع الصعبة لم تسمح له بإكمال تعليمه الجامعي بعد نجاحه في الثانوية العامة، لكنه أصر على مواصلة مشواره الفني.
وأشار إلى أنه اكتسب موهبة الرسم من والده الذي كان يعمل مهندسًا، ثم بعد ذلك لاقى تشجيعًا كبيرًا من عائلته وأصدقائه لمواصلة موهبته.
وأضاف" الدافع وراء صناعتي المجسمات الوطنية هو معاناة القطاع والدمار الذي حل به بعد الحرب الأخيرة، مما دفعني بقوة إلى صناعة مجسمات تحاكي واقع الحرب وما خلفته من دمار ومعاناة، إذ تسببت الحرب في مأساة غزة وأهل القطاع كافة".
وشدد الزيتي على أن مجسماته المقبلة لن تكون عن معاناة غزة فقط بل ستتناول جميع نواحي القضية الفلسطينية سواء في الضفة أو القدس ومخيمات الشتات.
واعتبر الزيتي أن هذه رسالة من قطاع غزة إذ أن المعاناة وقصف البيوت والمساجد والاحتلال دمر الكثير من الأشياء الجميلة في غزة، بالإضافة إلى أنها رسالة تؤكد للعالم أنه من قلب الدمار والحصار تولد الموهبة والأمل.
ويحلم الزيتي بإنشاء معرض خاص لعرض مجسماته وبيعها لكن الظروف الاقتصادية لعائلته تحول دون ذلك، وأن طموحه الأسمى هو القدرة على تنظيم معارض له في دول عربية وأجنبية لعرض مجسماته التي تروي التراث الفلسطيني والمعالم الأثرية، بالإضافة إلى معاناة الفلسطينيين لاسيما بعد الحروب.
وناشد الزيتي الجهات والمؤسسات كلها بتبني المواهب في قطاع غزة، مطالبًا الحكومة ووزارة الثقافة بتوفير ما يحتاجه الفنانون في غزة، لاسيما الذين يعملون على إيصال القضية الفلسطينية إلى العالم.