القاهرة ـ مصر اليوم
يعدّ سور "مجرى العيون" في منطقة القلعة ومصر القديمة أحد أشهر أسوار القاهرة التاريخية، ويعود إلى عهد الدولة الأيوبية، ومؤخرًا أعلنت وزارة الآثار عن بدء أعمال مشروع ترميم السور، وخلال السطور المقبلة نستعرض معلومات عن سور "مجرى العيون".
أنشأ القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبي) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من سنة 565 هـ / 1169 م إلى سنة 589 هـ / 1193 م، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 712 هـ - 1312 م.
سور مجرى العيون أو قناطر الغوري هو سور يحتوي على قناطر لنقل المياه، ويمتد بطول 2800 كم، من منطقة فم الخليج، إلى منطقة باب القرافة، في السيدة عائشة.
أقرأ أيضًا:
"الآثار" تنظم الملتقى العلمي لآثار سيناء الأربعاء احتفالا بنصر أكتوبر
جاءت فكرة إنشاء سور للقاهرة يبدأ قرب الفسطاط وجعل فوقه مجرى أو قناة للمياه التي ترفعها السواقي من إحدى الآبار لتسير في هذه القناة حتى تصل إلى القلعة حيث تستخدم للسقاية وري المزروعات حول منطقة القلعة.
يمتد السور من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديما حتى القلعة وبني هذا السور من الحجر النحيت، وفي عصر السلطان الغوري أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة، والسور نفسه مقسم إلى عقود عدة والحامل للقناة المائية في أعلاه والمسماة بالمجرى «مجرى العيون» وهي جنزيرية منحنية غير مستقيمة تتصل بعضها ببعض.
بلغ طول الجزء المتبقي من قناطر المياه وسور مجرى العيون نحو ثلاثة كيلومترات، يوجد في منطقة مصر القديمة ويبدأ من فم الخليج إلى باب القرافة في السيدة عائشة.
أعدت وزارة الآثار خطة لتطوير السور تضمن نقل شاغلي المناطق المحيطة بسور من ورش ومصانع والوحدات الكائنة في منطقة سور مجرى العيون، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لاعتماد مخطط التطوير وإنهاء كل الموافقات والتصاريح الخاصة بذلك، إلى جانب تهيئة المرافق الرئيسية اللازمة للمشروع على حدود منطقة التطوير المشار إليها، وتدبير المبالغ المالية اللازمة لصرف باقي التعويضات النقدية لشاغلي الورش والمصانع والوحدات الكائنة في منطقة سور مجرى العيون.
وبدأت الوزارة أعمالها من موقع مبنى مأخذ المياه الموجود في منطقة فم الخليج المطلة على نهر النيل، وصيانة نماذج السواقي المقامة أعلى المبنى، حيث خصص هذا المبنى قديما لرفع المياه من بئر المأخد المتصل بنهر النيل إلى حوض التجميع بقناة المياه عبر قناطر سور مجرى العيون والممتدة من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، لترفع المياه إلى خزانات التجمع داخل القلعة عن طريق دواليب نقل المياه.
يهدف المشروع إلى إحياء هذه المنطقة التاريخية وإعادة إبراز رونقها الحضاري، بما تتمتع به من قيمة ثقافية، لتمثل إضافة جديدة على خارطة المقاصد الأثرية والسياحية في مصر، والمشروع يعد جزءًا ضمن تصور شامل لإعادة القاهرة كمدينة للتراث والفنون، ومركز للإشعاع الحضاري والثقافى، ومقصد سياحي رئيسي على صعيد الدائرتين الإقليمية والعالمية.
وقد يهمك أيضًا:
فراج يعلن عن وجود الكثير من الآثار لم تُكتشف بعد
المتحف القومي للحضارة المصرية يستقبل آخر مجموعة من القطع الأثرية