واشنطن - رولا عيسى
كشفت دراسة علميّة حديثة، أن المراهقين الذين يُعانون من زيادة الوزن، ويتناولون الكثير من ملح الطعام، يزداد سنهم بسرعة أكبر، حيث تظهر عليهم علامات الشيخوخة، وأن استهلاكه الزائد قد
يسبّب الإصابة بأمراض القلب.
وأكّدت الدراسة، التي أجراها الباحثون في جامعة جورجيا في أوغوستا، أن خفض تناول الملح يمكن أن يُبطئ عملية الشيخوخة في الخلايا، وخصوصًا لدى الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وقد تبيّن في السابق، أن نفاذ الكروموسومات الواقية "التيلوميرات" من جسم الإنسان قد يؤدي إلى قصر عمره، فلابد من تجنّب التدخين، وقلة النشاط البدنيّ، وارتفاع الدهون في الجسم، لأنها أشياء تقتل تلك الكروموسومات.
وقامت الدراسة الحديثة، بتقسيم 766 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عامًا، إلى مجموعات، على أساس مستويات تناول الملح، حيث وجد الباحثون أن المراهقين البدناء الذين يتناولون الكثير من الملح، لديهم "التيلوميرات" أقصر بكثير من الذين لا يفعلون ذلك، أما الذين لديهم وزن صحيّ ومثاليّ ولديهم كميات من الصوديوم في أجسادهم، لا تؤثر الأملاح على طول "التيلومير".
وتوجد "التيلوميرات"، هي قبعات البيولوجيّة، في نهايات الكروموسومات، وتحمي الحمض النوويّ من التلف في نفوسهم، فكلما تقدّمنا في السن، يقلّ طول "التيلوميرات"، مما يؤدي إلى تلف الحمض النوويّ، ويرتفع معدّلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بتقدّم العمر مثل الزهايمر والسكري وأمراض القلب، ويُعتبر قِصر "التيلوميرات" علامة على سوء الحالة الصحيّة، ومؤشرًا للوفاة المُبكّرة.
وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة "هايدونغ تشو"، "حتى في هؤلاء الشباب الأصحاء نسبيًّا، يمكننا أن نرى تأثير تناول الصوديوم بنسبة عالية، مما يُشير إلى أن كمية الصوديوم العالية والسمنة قد تعملان بالتآزر لتسريع الشيخوخة الخلويّة، والسمنة دائمًا ما ترتبط بارتفاع مستويات الالتهابات في الجسم، وذلك أيضًا يُعجّل بتقصير (التيلومير)، ويزيد من الحساسية للملح، والتي قد تساعد في تفسير سبب أن الذين يتناولون كميات عالية من الصوديوم يتأثرون أكثر من الناس الذين يعانون من زيادة الوزن".
وأشارت "تشو"، إلى أن "خفض تناول الصوديوم قد يكون الخطوة الأولى الأسهل من فقدان الوزن الزائد لدى الشباب، الذين يرغبون في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، فالغالبية العظمى من الصوديوم الموجود النظام الغذائيّ يأتي من الأطعمة المُصنّعة".