واشنطن - رولا عيسى
كَشَفَ الباحثون عن أن الماء الدافئ يمكن أن يكون علاجًا جذريًا لارتفاع ضغط الدم، فيمكن للتمارين الرياضية المائية الساخنة "أكواروبكس" أن تُعالج الآلاف من المرضى الذين لا
يستجيبون للأدوية.
وأفادت الدراسة بأن المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وجرَّبوا ثلاثة أنواع من الأدوية على الأقل ولم تُعالجهم، عليهم أن يمارسوا الـ"أكواروبكس" ثلاث مرات أسبوعيًا في ماء دافئ بدرجة حرارة 32 مئوية (90 فهرنهايت).
ووجَد الباحثون أنه بالنسبة إلى النساء التي تتناول حبوب منع الحمل، ويقومون بممارسة التمارين المائية الساخنة لا تؤثر تلك التمارين على ارتفاع ضغط الدم لديهم وترفض تخفيضه.
وأثبتت دراسات سابقة أن الماء الدافئ بدرجة حرارة 27 مئوية يعالج ارتفاع ضغط الدم ولكن بفائدة أقل.
وتَحتفِظ المملكة المتحدة بحمامات سباحة درجة حراراتها المئوية من 28 إلى 30 درجة، وذلك فضلاً عن البِرك المستخدمة من قِبل الأطفال الرُضَّع والأطفال الصغار، بالإضافة إلى حمامات سباحة للمعاقين وعادةً ما تكون أكثر دفئاً بجيث تصل درجة حرارتها المئوية إلى 32 درجة.
ويُصِيب مرض ارتفاع ضغط الدم واحدًا بين كل خمسة بالغين في المملكة المتحدة، ويُعتقَد أنه المسؤول الأول عن نصف حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويسيطر الآلاف عليه بالعقاقير، ومع ذلك هناك نسبة تقدر بحوالي 30% من المرضى بارتفاع ضغط الدم لا تستجيب حالتهم للدواء.
وبمجرّد تجربة 3 أنواع مختلفة من الأدوية التي تقاوم ضغط الدم، وتفشل التجارب، يصبح المريض مُعرض لخطر خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ولذلك فنصح الخبراء بإجراء تلك التمارين بانتظام باعتبارها واحدة من أفضل الطرق التي تساعد في انخفاض ضغط الدم.
ولكن العديد من كبار السن الذين يعانون من السمنة المفرطة أو التهاب المفاصل، يجدون صعوبة في ممارسة تلك التمارينات.
وقام الأطباء في جامعة ساو باولو في البرازيل باختيار 32 فردًا من الرجال والنساء الذين يعانون من الارتفاع في ضغط الدم، وفشلت العقاقير في تخفيض ضغط الدم لديهم على مدار خمس سنوات، وكانت قراءات ضغط الدم لديهم 140/90، في حين أن قياس ضغط الدم المثالي يصل إلى 120/80.
واستمرت نصف المجموعة في تناول الأدوية، وقام النصف الآخر بعمل ثلاث جلسات الـ"أكواروبكس" لمدة ساعة واحدة في بركة ساخنة أسبوعيًا، من دون تناول العقاقير، وتضمَّنت تلك الجلسات خمس دقائق من الإحماء و20 دقيقة من تمارين الدفع ضد الماء و30 دقيقة من المشي داخل حمام السباحة بوتيرة ثابتة، ثم يقضون آخر خمس دقائق للتهدئة والتمدد.
وأظهرت النتائج أنه على مدار 12 أسبوعًا، انخفضت مستويات ضغط الدم بشكل ملحوظ لدى المجموعة التي أجرت التمارينات المائية الساخنة بمعدل 36/12، مما يبعُد عنهم خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 14%، بينما شهدت المجموعة التي تعتمد على العقاقير زيادة عامة في قراءات ضغط الدم لديهم.
وأشار الباحثون إلى أن ضغط الدم لا ينخفض مباشرة بعد ممارسة تلك التمرينات الرياضية، لكن بعد ثلاثة أيام تبدأ قراءات ضغط الدم في الانخفاض، وذلك يرجع إلى أن الماء الدافئ يوسع الأوعية الدموية، ويحسن تدفق الدم عبر الجسم.
وأعلنَ ممرّض القلب رفيع المستوى في مؤسسة القلب البريطانية دويرين مادوك أن هذا الدراسة الصغيرة تعزز قيمة خطة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، جنبًا إلى جنب مع الدواء المناسب في علاج ارتفاع ضغط الدم، وعلى الرغم من أن عملية ممارسة تلك التمارينات الرياضية في بركة ساخنة تصل درجة حرارتها ال