سرطان المبيض

أعلن الخُبراء أن مرض سرطان المبيض المُسمَى بـ "القاتل الصامت" يُودي بحياة أكثر من 14 ألف امرأة أميركية سنويًا، فضلًا عن أكثر من أربعة آلاف امرأة في بريطانيا، ويُعد هذا المرض واحد من أشرس أنواع السرطان ولديه القليل من الأعراض في المراحل المبكرة منه، بالإضافة إلى عدم توفر اختبارات الفحص المبكر. وأفاد التقرير الطبي للأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة وفق دراسة أجريت حديثًا، بأنه لا تزال هناك ثغرات كبيرة في معرفة هذا المرض، وكشف تقرير اللجنة الاستشارية الحكومية الأميركية أن سرطان المبيض يكون مجموعة من أنواع السرطان المختلفة أكثر من كونه مرض واحد، كما أنه لا ينشأ في المبيضين.
 
وأوضح رئيس اللجنة التي نفذت الدراسة الدكتور جيروم شتراوس، "على الرغم من التقدم الذي أحرز في أبحاث سرطان المبيض على مدى العقود القليلة الماضية لا يزال هناك الكثير الذي يمكن تعلمه، ومزيد من الفهم حول البيولوجيا الأساسية لأنواع مختلفة من سرطان المبيض مثل مكان نشوئه في الجسم يمكننا التحرك بسرعة للوقاية والفحص والكشف المبكر والتشخيص وتقديم الراعية الداعمة والعلاج".
 
وصدر التقرير للشهر المخصص لسرطان المبيض في بريطانيا وهو شهر مارس/أذار، وعلى الرغم من الاحتفال بنظيره الأميركي في سبتمبر/أيلول، ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالمرض لمدة خمسة أعوام نسبة 46%، ويعد سرطان المبيض حاليا السبب الرئيسي الخامس لوفيات السرطان بين النساء. وخلص التقرير إلى أن سرطان المبيض ينشأ في الأنسجة خارج المبايض بما في ذلك قناة فالوب حتى ينتشر في نهاية المطاف في المبيض.
 
وأفاد التقرير بأن هناك القليل من المعلومات حول كيفية تقدم كل نوع فرعي من سرطان المبيض، وعادة ما يتم تشخيص ما يقرب من ثلثي النساء الذين يعانون من هذا المرض في مرحلة متقدمة بعد انتشار السرطان إلى ما وراء المبيض، ومن الضروري أن يتم تحسين أساليب الكشف المبكر بحيث يكون لدى الجمهور فهم أفضل لأعراض هذا المرض. ولفت التقرير إلى أن سرطان المبيض ليس له أعراض واضحة، إلا أن الجمعية الأميركية للسرطان حددت بعض الأعراض الشائعة، وتظهر هذه الأعراض على النساء إذا انتشر المرض خارج المبيض، وأثناء المرحلة المبكرة من المرض، حيث يمكن ظهور أعراض مثل الانتفاخ وآلام الحوض والبطن والشعور بالشبع بسرعة فضلًا عن بعض الأعراض البولية مثل الحاجة إلى التبول بشكل متكرر، وربما تظهر هذه الأعراض أيضا من أمراض غير سرطانية أو سرطانات أجهزة أخرى، وعند حدوث هذه الأعراض بسبب سرطان المبيض تصبح الأعراض أكثر استمرارًا وأكثر حدة عن المعتاد.
 
وتوصي جمعية السرطان الأميركية بأن تزور المرأة طبيبها النسائي إذا ظهرت لديها الأعراض السابقة أكثر من 12 مرة في الشهر، وهناك بعض الأعراض الأخرى لسرطان المبيض والتي تحدث بسبب حالة أخرى مثل الغثيان وآلام الظهر وألم أثناء ممارسة الجنس والإمساك وتغيرات في الدورة الشهرية وانتفاخ البطن مع فقدان الوزن، إلا أن جمعية السرطان الأميركية لاحظت أن هذه الأعراض أقل حدوثا في النساء اللواتي لديهن سرطان المبيض، ولذلك لا تعد هذه الأعراض مؤشرا على الإصابة بمرض سرطان المبيض مثل مجموعة الأعراض السابقة.
 
وبيَنت الجمعية أنه يتم اكتشاف 20% من حالات سرطان المبيض في مرحلة مبكرة، ولكن في حالة اكتشاف المرض مبكرا يبقى حوالي 94% من المرضى على قيد الحياة لمدة أطول عن الخمسة أعوام بعد تشخيص المرض، ولا توجد أداة واحدة للكشف عن سرطان المبيض مثل الوضع في حالة سرطان الثدي ويتم التصوير بالأشعة السينية، وربما يصعب اكتشاف المرض حتى عند فحص الحوض، حيث يركز الأطباء حينها على شكل وحجم المبيض والرحم، وأوضحت جمعية السرطان الأميركية أنه يصعب لطبيب ماهر تشخيص الورم أو الشعور بوجوده. وإذا شعرت المرأة بالأعراض المذكورة عليها أن تطلب من الطبيب إجراء اختبارين أولهما اختبار بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل واختبار دم CA-125.
 
ويكون الاختبار الأول من خلال النظر في الرحم وقناة فالوب والمبيضين من خلال عصا الموجات فوق الصوتية، وأثناء هذا الاختبار يمكن العثور على كتلة في المبيض، ولكن لا يمكن تحديد ما إذا كانت كتلة سرطانية أم لا، أما اختبار الدم فيكشف عن مستوى البروتينات في الدم، وبالنسبة للنساء المصابات بسرطان المبيض تكون مستوياتها مرتفعة، إلا أن ارتفاع نسبة البروتينات لا يكون غير طبيعيًا في جميع الأحوال، كما أن ليست كل امرأة مصابة بسرطان المبيض لديها مستويات بروتينات عالية في الدم.
 
ويعد اختبار "مسحة عنق الرحم" من الأمور المثيرة للجدل، ويوصى بإجراء هذا الاختبار لجميع النساء الذين تتراوح أعمارهن بين 21 إلى 65 عاما حسبما أفادت فرقة الخدمات الوقائية الأميركية، ولكن في بريطانيا لا يجرى هذا الاختبار حتى عمر 25 عامًا. وأوضحت جمعية سرطان المبيض الخيرية أن اختبار مسحة عنق الرحم يهدف فقط إلى رصد مدى التشوه أو التغير في عنق الرحم، وهو لا يكشف سرطان المبيض في مراحله المبكرة، وأشارت جمعية السرطان الأميركية إلى أن الاختبارات نادرًا ما تستطيع الكشف عن سرطان المبيض حتى في مراحله المتقدمة.