اكتئاب الطلاب

كشفت دراسة جديدة أجريت على 30 ألف من الطلاب عن أن واحدة من كل 3 فتيات في سن المراهقة تعاني من القلق أو الاكتئاب، مع زيادة مشاكل الصحة العقلية بنسبة 10% خلال العقد الماضي، وكانت الفتيات أكثر احتمالا بمعدل الضعف عن الفتيان للإبلاغ عن هذه الأعراض، وأظهرت الدراسة أن المراهقين من خلفيات أكثر ثراء كانوا أكثر عرضة للمعاناة من القلق والاكتئاب عن هؤلاء الذين ينتمون لخلفيات أقل ثراء

ودعا الخبراء إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة التلاميذ موضحين أن هذه الإحصائيات تعد دليلا قويا على وجود وباء بطيء النمو لقضايا الصحة النفسية في المدارس، ويعتقد البعض أن الركود العالمي يمكن أن يجعل الشباب يعانون من ضغوط أكبر، وأفاد العديد من الطلاب أن الضغط لتحقيق الإنجازات يؤثر على ثقتهم بأنفسهم وأنهم يشعرون أنهم لا يملكون السيطرة على مستقبلهم، وبين خبراء آخرون أن وسائل الاعلام الاجتماعية ترفع نسبة الاكتئاب والقلق.

وشملت الدراسة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم لقاءات متعمقة مع آلاف المراهقين الذين تقع أعمارهم بين 14 و15 عاما، واستندت الدراسة على دراسة مماثلة أجريت عام 2005 بحيث يتمكن الباحثون من رصد الاتجاهات مع مرور الوقت، ووجد الباحثون أن37% من الفتيات كان لديهم 3 أعراض أو أكثر من أعراض الضيق النفسي، بما في ذلك الشعور بأنه لا قيمة لهم أو عدم القدرة على التركيز، مقارنة بنسبة 15% من الأولاد فقط، وتراجع الاكتئاب والقلق بين الأولاد منذ عام 2005، حسبما أفادت الدراسة، وتبيّن أن الطلاب لأبوين متعلمين للدرجة الجامعية كانوا أكثر احتمالا للتعرض للاضطراب العقلي بنسبة 5% عن أولئك الذين ينتمون لأبوين بتعليم أدنى، وأفاد الباحثون أن بعض الفتيات في سن المراهقة يعانين من مشاكل تصل إلى آباء انتهازيين أو ضغط الأقران، إلا أنه من المحتمل وجود عدة أسباب لارتفاع القلق أو الاكتئاب.

ولاحظ الباحثون تراجع السلوك المحفوف بالمخاطر حيث ذكر 12% منهم أنهم شربوا الكحول مقارنة ب 30% عام 2005، وتراجع تناول المخدرات أيضا إلى النصف، كما انخفضت تقارير التغيب عن المدرسة من 21% إلى 11%، وكتب الباحثون " بينما أظهر الفتيات مستويات أعلى من الضغط النفسي عن الأولاد عام 2005 إلا أنه الملفت للنظر أن وضعهم أصبح أسوء بين عامي 2005و2014"، وذكرت الدراسة فيما يتعلق بالانقسام الطبقي " قد يكون هناك بعض الطرق والتي من خلالها يرتبط المستوى الاجتماعي المتدني بمستويات أقل من توقعات النجاح في المدرسة وانخفاض مستويات الضغط المرتبطة بها".

وبيّنت الرئيس التنفيذي لجمعية Sane الخيرية للصحة العقلية مارغوري والاس أنه تم التواصل معها بواسطة مديري مدارس يشعرون بالقلق بشأن تلاميذهم، مضيفة " إنه لا يحدث شئ ولكن الوباء ينمو ببطئ"، موضحة أنه خلال الفترة التي يغطيها التقرير تبين ارتفاع نسبة من بلغوا عمر 16 عاما ودخلوا المستشفى بعد إيذاء أنفسهم بنسبة 52%، وأوضحت متحدث باسم الحكومة أنه يتم تقييم تحويل 1.4 بليون دولار لدعم الصحة النفسية للشباب.