لندن ـ ماريا طبراني
حذّر العلماء من إطعام الكلاب باللحوم النيئة لأنها تسبب مرضًا غامضًا يؤدي إلى قتلهم، والذي أودى بحياة أكثر من 40 كلبًا في بريطانيا، واكتشف ذلك أحد العلماء الكبار في أميركا
بعد تفشّي المرض ذاته في الولايات المتحدة.
وتعاني الحيوانات الأليفة في المملكة المتحدة من الفشل الكلوي، واكتشف ذلك بعد ظهور آفات الجلد على أرجلهم وصدورهم، وكان يعتقد أنها عدوى انتقلت لهم أثناء المشي خارجاً، وتم حجز الحالات الحرجة منهم في حديقة "New Forest".
لكن تأكّد الأطباء البيطريين من خلال الاختبارات أن الذي يصيب الكلاب هو مرض "ألاباما روت" الذي قضى على مئات الكلاب السلوقية-كلاب الصيد- في الولايات المتحدة في الثمانينات.
وأعلن العلماء منذ 30 سنة في أميركا، أن السبب الدقيق للمرض الذي أصاب الكلاب غير معروف، لكن اثبتت أبحاثهم أن المرض يأتي بسبب بكتيريا سامة موجودة في اللحوم النيئة.
بينما أكّد الأستاذ براد فينويك، الذي يشغل حاليًا منصب نائب الرئيس الأول في شركة النشر الأكاديمية، "إلسفير"، أن الجامعات الأميركية قامت بالعديد من الأبحاث التي تقول إنه ليس هناك شيء خاطئ في تغذية الحيوانات الأليفة باللحوم النيئة طالما تم التعامل معها وتم تخزينها بشكل صحيح.
وأوضح أنه تم القضاء على هذا المرض في أميركا بعد إدخال تحسينات على الطرق التي يتم التعامل بها مع اللحوم النيئة، ولم تكن هناك حالة مرضية بين الكلاب لمدة 10 أعوام، مشيرًا إلى أن تلك العدوى تنقلها الأغذية إذا لم يتم التعامل مع اللحوم النيئة بشكل صحيح.
واكتشف الأطباء في المملكة المتحدة 28 حالة مؤكدة من "ألاباما روت" بين الكلاب منذ بدء انتشار المرض في شباط/ فبراير من العام الماضِي، وهناك 24 حالة غير مؤكدة، وقد نجا خمسة كلاب فقط من 52 كلبًا.
وأكد الطبيب البيطري، ديفيد ووكر، الذي يقود التحقيق في المرض في المملكة المتحدة، أن المرض الذي يعاني منه الكلاب هو" ألاباما روت"، لكنه قال إنه لم يكن من الممكن تحديد سبب، على الرغم من إجراء العديد من الاختبارات.
وأعلن "عندما ننظر إلى كلى الكلاب تحت المجهر نجد التغييرات ذاتها التي ذُكِرَت في الثمانينات بالضبط، لذلك يمكننا القول بشكل صريح أننا نتعامل مع الأعراض ذاتها".
ووُجدت الغالبية العظمى من الحالات المصابة بين الكلاب في المملكة المتحدة في نيو فورست، كورنوال، رسيستيرشاير، ومقاطعة درم، سري، ويوركشاير، بالإضافة إلى مونماوثشاير، شروبشاير، نورثهامبتونشاير وسومرست.
وتبدأ تظهر أعراض المرض على الكلاب منذ ظهور آفات جلدية، ويشعر بفقدان الشهية والقيء، وفي غضون أيام يهاجم المرض الكلى، وغالباً ما يؤدي إلى الوفاة.
واقتصر هذا المرض في أميركا على وجه الحصر على الكلاب السلوقية، لكن السلالة البريطانية الحديثة تقتل الكلاب الأصحاء من جميع السلالات والأحجام و الأعمار مع معدل البقاء على قيد الحياة بنسبة أقل من 10%.
وأشار أصحاب الكلاب الذين يعانون من الفشل الكلوي أو ماتوا على أثره، أنهم لم يطعموا كلابهم لحوم نيئة أبدًا.
وأوضح الدكتور ووكر "أنا متردد بشأن ما أصاب الكلاب السلوقية في الثمانينات والذي يتعلق بالإشريكية القولونية والأطعمة النيئة، وأنا أعلم أن هذه نظريتهم، لكن لم تثبت في الأوراق، وعندما فحصوا الكلى باحثين عن المادة السامة لكن لم يتم العثور عليها.
وبسبب عدم التعرف على الأسباب الحقيقية للمرض الذي يصيب الكلاب، أعلن ووكر "لم أستطع أن أقدم المشورة لأصحاب الكلاب، ولا تقديم النصيحة بأفضل السبل التي تجنب الحيوانات هذا، ولا حتى الإدلاء بأفضل مسار للعلاج، لكن يمكنهم ترقب أعراض المرض مثل الطفح الجلدي وفقدان الشهية والقيء".
وأشار إلى أن أحد الاحتمالات ترجح أن يكون هذا المرض ناتجًا عن بكتيريا أو فيروس ما، لكن جهودنا البحثية استبعدت تلك الاحتمالات، ورغم الكثير من العمل وحتى الاختبار على المستوى الجزيئي، لم نجد فيروسات ولا بكتيريا.
وأوضح متحدث باسم وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية "أن المختصين يقومون بتشريح جثث من الكلاب المصابة لتحديد المرض".