إغلاق موقع إلكتروني للتجسُّس

الحرب الباردة التي تشهدها موسكو مع القوى العالمية، ولاسيما أميركا والدول الأوروبية، ليست على المستوى السياسي فقط بل باتت على مستويات عدّة؛ وكان آخرها تصريح مفوض مكتب المعلومات البريطاني أنَّ المملكة المتحدة شرعت في تفريغ عدة لقطات وصور من كاميرات التأمين المستخدمة من قِبل الشركات وعامة الشعب.

ومن المقرر أنَّ تتخذ المملكة المتحدة إجراءات على المستوى الدولي لإغلاق أحد مواقع الإنترنت الروسية، الذي يبث صورًا من كاميرات الإنترنت البريطانية، ومن ضمنها أجهزة مراقبة الأطفال، وغرف النوم، وصالة الألعاب الرياضية والدوائر التلفزيونية المغلقة.

ويعرض الموقع، بحسب أجهزة الأمن البريطانية، لقطات حية من داخل المنازل والشركات حول العالم، ومنها صالة ألعاب في مانشيستر، وغرفة نوم في برمنغهام ومكتب في ليستر.

وحثّ مفوض المعلومات كريستوفر غراهام، السلطات الروسية على اتخاذ إجراءات فورية لإغلاق هذا الموقع، وأعلن أنه سيعمل بالشراكة مع لجنة التجارة الاتحادية في الولايات المتحدة الأميركية لمحاولة إغلاق الموقع حال فشلت السلطات الروسية في التعاون، وأنَّ الموقع يبرز أهمية امتلاك كلمات مرور آمنة للأجهزة  التي تتصل بالإنترنت.

وتابع: "أتابع بنهم ما يعرضه هذا الموقع وأطالب السلطات الروسية باتخاذ  إجراءات لإغلاق هذا الموقع على الفور، أما نحن فينبغي علينا الآن أنَّ نتخذ قرارات فورية بالشراكة مع  لجنة التجارة الاتحادية في الولايات المتحدة لإغلاقه، لكن الشئ الأهم هو إرسال رسالة لمستخدمي الإنترنت باللجوء إلى تدابير أمنية، ففي حال عدم لم تكونوا في حاجة  للاتصالات عن بعد عن طريق كاميرا الويب، فلما لا تغلقوا هذه الخدمة بالكامل".

كما أوضح أنَّ المستخدمين كانوا في غاية الرضا عن الذات، لكنه علق على ذلك قائلاَ: "لابد لنا أنَّ نصبح أكثر وعيًا فيما يخص هذا الأمر، وإنَّ مثل هذه الأجهزة  تعتبر في متناول اليد لاسيما إذا ما كانت تعتمد على الاتصال عن بعد للاطمئنان على الأطفال أو التسوق، لكن أي شخص آخر بإمكانه الاتصال بهذه الأجهزة أيضًا  إلا في حال وجود كلمة سر آمنة وغير متداولة، وتعد مثل هذه التعليقات بمثابة  إيضاحًا لما يمكن أنَّ يحدث حال عدم اتباع تلك الإرشادات، ففي حال إدراكك لأهمية خصوصيتك، لما لا تضع ذلك على رأس ترتيباتك الأمنية، هذا الأمر ليس بالعسير".

وأصبح هذه الموقع الذي تم تفعيله منذ ما يقرب من شهر تقريبًا أحد مصادر القلق، ولاسيما فيما يتعلق ببيانات المنظمات الدولية حول العالم، لذا أشار غراهام: "أعتقد  أنَّ هذا الأمر بدأ في موناكوا وهونغ كونغ، لقد حذروا الأستراليين، والأستراليين بدورهم شرعوا في تنبيه الكنديين إلى الأمر، وأخيرًا حذرنا الكنديين من ذلك، لقد علمنا بأمر الموقع منذ نحو 24 ساعة، ونحن نعمل على إيجاد طريقة ما لمواجهة ذلك، إنَّ هذا مثال جيدًا على التعاون بين سلطات حماية البيانات حول العالم".

غير أنَّ مدير مجموعة " ICO" للتكنولوجيا، سيمون رايس، أوضح أنَّ "هذا الموقع الذي يتخذ من روسيا مقرًا له يتصل بالبيانات بواسطة اعتماد تسجيل دخول افتراضي متوافر على شبكات الإنترنت".


يذكر أنَّ القيمة المقدرة لمبيعات كاميرات الإنترنت في بريطانيا العام الماضي  تصل إلي 350.000 كاميرا، في الوقت الذي حذر فيه مفوض مكتب المعلومات  من أنَّ هذه الكاميرات التي لا تضع كلمات مرور أو التي تضع كلمات مرور ضعيفة من المحتمل أنَّ يتم قرصنتها واختراقها بسهولة.