أحمد الطنطاوي

أكد النائب أحمد الطنطاوي القيادي في ائتلاف "25-30" البرلماني أن مستوى مجلس النواب خلال دور الانعقاد الأول لم يكن عند مستوى طموحات الشعب المصري ولم يحقّق الأجندة التي تميل إلى صالح الأغلبية العظمى من المواطنين، وأنه انحاز في كثير من الأحيان إلى رغبات السلطة التنفيذية، وأنه تعرّض لـ"نزيف شعبيته" ورصيده خلال شهور عمله الأولى.

وقال الطنطاوي خلال حوار له مع "مصر اليوم" أن الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة مرور 150 عامًا على البرلمان المصري أظهرت عراقة هذه المؤسسة وعلينا الآن أن نسأل أنفسنا أين نحن من المسيرة المشرفة لهذه المؤسسة النيابية الضاربة في القدم، لافتا إلى أنه تم التركيز خلال هذا الحدث على تركيبة البرلمان ونسب الشباب والمرأه بداخله، دون أن نكشف عن حجم الانجازات التي حققها هؤلاء وما أقروه تشريعيا ورقابيا.

الطنطاوي قال إن النواب لديهم "فرصة ذهبية" للانحياز إلى مطالب المواطنين خلال دور الإنعقاد الثاني، وأن يقوموا بمحاسبة ومساءلة الحكومة،لا أن تكون أغلب القوانين التي أقروها تخدم مصالح الحكومة أكثرمن المواطن مثلما رأينا في "الخدمة المدنية والقيمة المضافة" خلال دور الإنعقاد الأول، فكانت تحركات البرلمان ترضي الحكومة وتثير سخط المواطنين.

وأشار الطنطاوي إلى وجود "استحواذ" من جانب نوّاب دعم مصر ومجاملات من المنصة الرئيسية للبرلمان لنواب الائتلاف الذي ينتمي إليه رئيس المجلس "علي عبدالعال"، لافتا إلى أنه هناك في المقابل تضييق على النواب المستقلين ومايمثلونه من ائتلافات، ورأينا جميعا إعلان رئيس البرلمان تحويل كامل أعضاء إئتلاف " 25-30" إلى لجنة القيم بسبب اعتراضهم على قانون ضريبة القيمة المضافة.

وتطرّق طنطاوي إلى الائتلاف الوحيد المعارض تحت القبة قائلا لـ"مصر اليوم": استطعنا إحراز تقدم هائل وتحقيق عدة مكاسب مهمة خلال دور الإنعقاد البرلماني الأول، ظهرنا بشكل جيد وتحدثنا في قضايا تشغل الرأي العام أولا، وطرحنا وجهات نظر تنحاز للمواطنين، ولذلك تمكنا من ضم مجموعة نواب مؤثرين إلى الائتلاف، ممن وثقوا في الأجندة التي نطرحها والمبادئ التي ندافع عنها.

وقال الطنطاوي أن الائتلاف لاينوي الترشح على أي من المناصب في اللجان النوعية الجديدة، مشيرا إلى انهم سيتفرغون بشكل كامل للدور الرقابي للنواب، وأنهم لن ينشغلوا بالمعارك والتنافسيات الإنتخابية الداخلية مقابل التركيز على محاسبة الحكومة وتنبيه البرلمان حال تقصير أي منهما. وعن ظهور النواب خارجيا أشاد الطنطاوي بأدائهم وأدوارهم خلال الفعاليات الدولية سواء البرلمانات الأفريقية أوسفريات الامم المتحدة، قائلا: من الجيد أن يكون للبلاد مؤسسات لها ممثلين بالخارج يتمكنوا من أداء أدوار مشرفة، مطالبا أنيتم منحهم مساحات أكثر للتعبير عن أنفسهم، وألا يكون إيفادهم للخارج شكليا أو سفرهم مع الرئيس لدعمه فقط، وإنما لطرح أجندات وتوجهات البرلمان المصري بكل حرية.

ووجّه الطنطاوي رسالة إلى القيادة السياسية المصرية مطالبا أياها بتدعيم علاقتنا بالدول العربية لا أن نصيب تلك العلاقات بمزيد من التدهور، مشيرا إلى أن الكثير من التطورات التي حدثت في علاقتنا بدول الخليج تحتاج إلى مزيد من التفسير والتوضيح. وعن أولوياته تحت القبة خلال دور الانعقاد الجديد، قال أن سيركز جهوده على خروج قوانين الإعلام والصحافة إلى النور، بالإضافة إلى قوانين الاستثمار التي تحتاجها البلاد في الوقت الراهن، بالأضافة إلى طرح مشكلات أهالي دائرته، قائلا أنه يضع مصالح من انتخبوه نصب عينيه بشكل دائم، وأنه عقد مؤتمرًا جماهيريا خصيصا لعرض كشف حسابه خلال دور الانعقاد الأول، مستنكرا نموذج البرلماني الذي ينسف وعوده بعد وصوله إلى مقعده البرلماني.