عضو مجلس النواب المصري، هيثم الحريري

أكد عضو مجلس النواب المصري، هيثم الحريري، أن ائتلاف "25/30" يرفض تمامًا القرارات الأخيرة التي أصدرتها حكومة رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، الخميس الماضي، بتحرير سعر صرف الجنيه المصري، ورفع أسعار الوقود، والتي أثارت غضبًا واسعًا لدى المواطنين في الشارع المصري، والتي جاءت في وقت حرج تمر فيه البلاد ويُعاني أغلب المواطنين من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
 
وأضاف النائب هيثم الحريري في حديث خاص مع "مصر اليوم": "أن ائتلاف "25/30" الذي يُمثل المعارضة تحت قبة البرلمان، يرفض هذه القرارات منذ أن تضمنها برنامج الحكومة المصرية، الذي ألقاه المهندس شريف إسماعيل أمام البرلمان في 27 آذار/مارس الماضي، وكان موقف الائتلاف صريح وواضح آنذاك وهو رفض البرنامج الذي تقدمت به الحكومة، وعلى هذا الأساس رفضنا منح الثقة للحكومة لها. وتابع نجل السياسي الراحل أبو العز الحريري، أن هذه القرارات التي أصدرتها الحكومة يوم "الخميس الأسود"- على حد قوله، استمرارًا لباقي القرارات التي صدرت خلال الفترة الأخيرة، ووافق عليها ائتلاف "دعم مصر"، والذي يُمثل الأغلبية تحت قبة البرلمان، ورفضناها من جانبنا، كقانون القيمة المُضافة وما يمثله من عبء كبير على المواطنين، ورفع الدعم عن الكهرباء والمياه.
 
ويرى "الحريري"، أن هناك دورًا كبيرًا يقع على عاتق نواب البرلمان، باعتبارهم ممثلين عن الشعب المصري، في تلك الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا على أن الحل للخروج من الوضع الراهن، ليس كما يعتقد البعض بسحب الثقة من الحكومة أو إجراء تعديل وزاري بقوله: "نحن لسنا في حاجة إلى إجراء تعديل وزاري أو حتى إقالة الحكومة بأكملها، بقدر ما نحتاج إلى تغيير سياسات، بعد أن زادت السياسات التي تنتهجها الحكومة من الأعباء الواقعة على عاتق المواطنين". وتساءل "الحريري" ما الفائدة من إجراء تعديل وزاري خلال هذه الفترة طالما ستبقى القرارات التي اتخذتها حكومة المهندس شريف إسماعيل كما هي، موضحًا أن أي تعديل وزاري سيكون بمثابة "كبش فداء" من أجل امتصاص الغضب الشعبي فقط، في حيث أن القرارات الأخيرة والنتائج المترتبة عليها ستظل سارية ونافذة، لذا لا فائدة من التعديل الوزاري طالما ستبقى هذه القرارات.
 
وحول مطالبة بعض النواب في البرلمان برفع أجور العاملين في الدولة لمواجهة حالة الغلاء في الأسعار، أكد النائب هيثم الحريري، أن الائتلاف يؤيد هذه المطالب وسيتبناها تحت قبة البرلمان، لكن هذه المطالب وحدها لا تكفي، مطالبًا الحكومة بإتخاذ إجراءات اقتصادية عاجلة عن طريق توفير السلع الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين، وتحسين الخدمات المقدمة لهم، كالصحة والنقل والتعليم، يعود أثرها على جميع المواطنين دون الموظفين فقط.
 
وعن مطالب عدد من النواب للحكومة بزيادة سعر تذكرة المترو وخصخصة هذا المرفق، أوضح "الحريري"، أن مترو الأنفاق أحد المرافق الهامة والحيوية في الدولة والتي يعتمد عليها قطاع عريض من المواطنين، والتي بلا شك تعاني من إهمال جسيم وتدني في مستوى الخدمة المُقدمة للمواطنين، غير أن ذالك لا يبرر بأي حال المطالبة برفع سعر تذكرة المترو مقابل تحسين الخدمة أو خصخصتها، مُعلنًا أن الائتلاف يرفض تمامًا هذه المطالب. وتابع قائلًا: "إن مترو الأنفاق يحتاج إلى تعديل في الآليات المُطبة، فقيمة الجنيه قد تكون عادلة مع من يستخدم المترو للذهاب إلى محطة أو محطتين، ولكن لن تكون مقبولة مع من يستخدم المترو للذهاب على طول الخط، لذا نحن نقترح أن يكون هناك تدرج في الأسعار من خلال هذه المعايير، كما نقترح إضافة عربات مميزة للمترو ذو أسعار مميزة تناسب الحالة المادية لأصحابها، كما هو الحال في أغلب دول العالم مثل إنجلترا وفرنسا".
 
وأوضح النائب هيثم الحريري، أن الهجمة الشرسة التي تعرض لها ائتلاف "25/30"، خلال الفترة الأخيرة، من إحدى الصحف التي خرجت منذ يومين، وزعمت تورطه في جريمة إهدار مال عام، من خلال الجميع بين وظيفتين، كنائب في البرلمان وأخرى في شركة تابعة لوزارة البترول، بالمخالفة لأحكام القانون والدستور، تأتي ردًا على مواقف الائتلاف تجاه الحكومة والأوضاع السياسية في البلاد، مبينًا أنه تم إتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هذه الصحيفة.
 
وأعلن " الحريري" أن ائتلاف " 25/30" يرفض تمامًا الدعوات التي يُدعى إليها البعض يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، للخروج في مظاهرات عارمة في الشوارع والميادين، للمطالبة بإسقاط الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتابع قائلًا :" أن الخروج في مظاهرات تكون في حال أن أبواب التغيير مُغلقة أمام المواطنين كما كان في ثورة 25 كانون الثاني /يناير، وكما حدث في ثورة 30 حزيران/يونيو، لكن الوضع الآن مُختلف تمامًا، فأبواب التغيير مفتوحة أمام الجميع، من خلال الانتخابات، مبينًا أن ائتلاف "25/30" سيستعد لخوض انتخابات المحليات المقبلة، والمقرر إجراؤها مع بداية العام المقبل، وسينافس عليها بكل قوة من خلال الدفع بمجموعة من الشباب يحملون نفس أفكار وتوجهات الائتلاف.
 
واختتم عضو مجلس النواب، هيثم الحريري، حديثه، داعيًا شباب الأحزاب والمستقلين، الاستعداد جيدًا لانتخابات المحليات المقبلة، قائلًا: "هناك فرصة كبيرة أمام من يدعو إلى التغيير، وذالك من خلال خوض انتخابات المحليات لما تمثله من أهمية كبيرة كأحد الأبواب الرئيسية للتغيير، لذا أدعوهم إلى المشاركة فيها والمنافسة عليها بقوة".