القاهرة- مينا جرجس
كشف المحامي المصري فريد الديب، أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي سوف يظهر وينهي اختفاءه في اليوم الذي تُعقد فيه جلسة محكمة النقض المحددة لنظر طعنه على الحكم الذي صدر بحبسه ٧ سنوات مع الشغل، والتي لم ينفذها العادلي حتى الآن بسبب هروبه.
ورفض رئيس هيئة الدفاع عن العادلي، في مقابلة مع "مصر اليوم"، لفظ هروب حبيب، وقال إن الهروب يكون عندما يتم توقيف الشخص، لكن طالما لم يحدث ذلك، فإنه يسمى متخلفًا عن تنفيذ الحكم، نافيًا معرفته بمكان وجوده، واعتبر الحكم على الوزير الأسبق معدومًا وليس له قيمة قانونية، مؤكدًا أنه على ثقة بإعادة محاكمة موكله مرة أخرى ما يسمح له بالعودة إلى منزله في نفس يوم ظهوره أمام الناس في المحكمة، ومشيرًا في الوقت ذاته، إلى أنه أحيانًا يطلب من موكليه الاختفاء قبل جلسات محاكمتهم طالما لا يوجد قرار من النيابة بحبسهم على ذمة قضاياهم.
ووصف ما سُمى بـ"مهرجان البراءة للجميع"، بأنه "تعبير ساقط"، ودافع عن الأجهزة الأمنية فيما يخص الاتهامات التي نسبت إليها بأنها تواطأت مع العادلى وسهلت له فرصة الاختفاء، قائلا: إن المحكمة لم تكلف الشرطة بمراقبته عندما أصدرت حكمها عليه بالإقامة الجبرية، وهذا عيب في التشريع، كما أن الحراسة على الوزير الأسبق ليس لها الحق بالتدخل في جميع تحركاته، مما جعل اختفاء الرجل سهلا جدًا، معتبرًا أن التدابير الاحترازية تفتقد أشياء قانونية مهمة.
وعن الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي يتولى رئاسة هيئة الدفاع عنه، أكّد أنه أول من استقبله في فيلته الخاصة عقب إخلاء سبيله، لافتًا إلى أنه يفضل العيش في هدوء في الوقت الحالي والبعد عن دائرة الضوء، عقب ما واجهه خلال السنوات الست الماضية، ومضيفًا أنه التقاه يوم عيد ميلاده الماضي واحتفل معه في حفل عائلي حضره ابنيه وأسرتيهما وبعض الأقارب، كما نفى بشكل قاطع حقيقة ما تردد عن مشروع توريث الحكم لجمال مبارك، الذي تردد من قبل، موضحًا أن السيدة سوزان ثابت زوجة الرئيس الأسبق مبارك أكدت له ذلك وأنها لم تكن تنتوي أن تورث لابنها المتاعب التي عانوا منها طوال 30 عامًا، خاصة وأن فترة حكم مبارك شهدت العديد من المتاعب للأسرة وكان عبئًا عليهم.
وأوضح الديب أن ابني مبارك علاء وجمال، لن يشاركا نهائيًا في أي عمل سياسي في الفترة المقبلة، وأن ظهورهما اجتماعيًا في الفترة الماضية كان طبيعيًا كونهما مواطنين مصريين، حيث زار علاء أسرة سائقه الذي توفي أثناء فترة حبسه في منطقة امبابة، بدافع إنساني وليس كدعاية له أو لأخيه للعودة للعمل السياسي مرة أخرى، معتبرًا أن مظاهرات يناير/ كانون الثاني، هي مخطط أميركي، وقد استُغل الشباب بهدف تخريب مصر، وللعلم فإن الأولاد الذين خرجوا في هذا اليوم لم يكن في تفكيرهم أن تتطور الأحداث كما وقعت لكنها مدبرة من الخارج، وبالطبع فإن ضرب الشرطة يعني الفوضى وهو ما شاهدناه جميعا، بحسب قوله.
وتابع: "أعلم أن اللواء الراحل عمر سليمان كان قد أخبر الرئيس مبارك بتلك الأحداث قبل وقوعها بأسبوع وكان ذلك في شرم الشيخ، وقد أمر مبارك بعمل اجتماع لجميع قيادات الأجهزة السيادية، لتقديم حلول وبالفعل جلسوا معًا وسألوا العادلي عن توقعاته، فقال إن تظاهرات الشباب ليس بها مشكلة لأننا نعرف آخرهم، أما إذا تدخل الإخوان فإننا نحتاج إلى قوات وخطة مختلفة تمامًا، مضيفا أن أعضاء الجماعة يمكن أن تنزل الشارع في أي وقت رغم إعلانهم عدم اشتراكهم في المظاهرات، وبالفعل انتهى يوم ٢٥، كما توقع الوزير، وفى يوم الجمعة ٢٨ كانون الثاني ظهر أعضاء الإخوان بكثرة في كل مكان لذلك تم اعتقال عدد من قياداتها وكان بينهم محمد مرسى ثم تطور الأمر كثيرًا، وعلمنا بعد ذلك أن حماس كان لها تدخل في تلك الأحداث بمساعدات مختلفة، مشددًا على أن حماس هي من قتلت المتظاهرين في ميدان التحرير وليس الشرطة المصرية.