القاهرة – احمد عبدالله
أكّد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، في مجلس النواب المصري، اللواء كمال عامر، أن "مصر ليست وحدها المستهدفة من القوى المتطرّفة، وإنما كل المنطقة العربية، وأنه كان هناك مشروع سابق تصدت له مصر، رغبت من خلاله قوى كارهة التأثير على أمنها واستقرارها وتماسكها، وكانت المنطقة كلها مرشحة لأن يتم تمزيقها إلى أجزاء، ونجاح مصر في إفشال المخطط وضعها في بؤرة التطرّف من الدول التي تدعم النشاطات المتطرّفة بالأموال والسلاح والمعدات والمتطوعين، وأصبحت مصر تواجه التطرّف في الداخل والخارج".
وأوضح كمال عامر، في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم"، أنّ "خطورة الإرهاب تكمن في خصائصه فهو عمل غير ظاهر، ممكن أن يتم بواسطة أحد السكان أو الوجوه المعتادة، ففرد ضمن جموع الشعب منخرط وسطهم يمكن أن يقوم بأعمال إرهابية تودي بالأرواح، ولذلك يصبح صعب اكتشافه وتتبعه، وأتصور أن الإرهاب سيظل يهدد استقرار وأمن مصر، طالما أن هناك قوي ودول كارهه تدعمه بالأموال والمعدات، والمتطوعين".
وأضاف عامر أنّه "للأسف الشديد هناك في الداخل لازال هناك عناصر نائمة من الإخوان المسلمين، وهي قوى لفظها الشعب بعدما أكتشف نواياها الخبيثة سابقا وأنها، تعمل لمصالحها الضيقة وتعصف بمصالح الوطن، وبالتالي تتماشى مصالحها مع أعداء مصر بالخارج، وتجد دوما الظروف المناسبة والمناخ الملائم للنمو والازدهار"، مطالبًا "المواطنين بإدراك أننا في حالة حرب شاملة، وهذه الحرب ذات أهداف خبيثة ويجب أن يتوافر الوعي الشعبي من ناحية، وأن تكون عناصر الشرطة والقوات المسلحة على أكبر درجة من الاستعداد واليقظة من ناحية أخرى، وعلى كليهما أن يدرك أننا نواجه إرهاب يباغتنا صباحا ومساءً وفي كل وقت، لأنه ليس له ميعاد معين أو زي محدد كعوامل تسهل معرفة العدو في أي معركة معتادة".
وامتدح عامر مجهودات قوات الأمن من الجيش والشرطة، مشيرًا إلى أنهم دشنوا الكثير من الضربات الاستباقية، والتي تقوم بمهام كبيرة وعمليات شاملة كحق الشهيد الأولى والثانية وحتى الرابعة، ويتمكنون من تحقيق خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين والنيل من قاداتهم ، وأن القوات المسلحة نجحت في تطهير 95% من التطرّف في سيناء.
وحذر عامر من محاولات خبيثة لتشجيع المقاتلين العائدين من سورية والعراق للتوجه إلى مصر، وأن هناك دول تتولى تأمين مسارهم على الحدود الغربية لضمان وصولهم إلى مصر لإنهاكها وتشتيت قواها، ولذلك يجب أن رفع درجات استعداد الثلاثي "الجيش والشرطة والشعب"، وأن نكون مقتنعين أن تلك العمليات "رفح أو البدرشين" لن تكون الأخيرة، وستستمر تلك الممارسات المتطرّفة لحين التمكن من تجفيف منابع التطرّف والتصدي إلى الدول الذي ترعاه في الخارج.
وقال عامر إن هناك معركة سياسية بين معسكرين من الدول-في إشارة لأزمة قطر-، الأول يريد أن يحارب الإرهاب ويقتلع جذوره ويطهر المنقطة منه، والآخر يريد له البقاء وتدمير الدول المتماسكة، والأمر يبدو للعيان أنه بين مجموعة دول عربية وقطر وحدها، وإنما حقيقة هناك قوى أخرى إقليمية متعددة تعمل مع قطر على تغذية الإرهاب على المستوى الإقليمي والعالمي، وأهدافهم واضحة وأهمها عدم استعادة مصر لدورها الريادي المعتاد، واستطرد "ندرك أن تلك الحوادث الإرهابية لها تأثير سلبي على المواطنين، ونحاول أن نتدارك ذلك بالوعي وعلى كل فرد من الشعب أن يدرك دوره في هذه المواجهة، وأنه مسئول بشكل ما، ومطلوب من عموم الناس أن يطوروا من حسهم الأمني، وأن يستشعروا بالخطر ويقوموا بالإبلاغ عنه، ويجب عند وقوع حادث أن يتحلى الجميع بالتعاون والتمسك بروح التكاتف والاصطفاف، وهو أهم متطلب في المرحلة الحالية".
وبشان فرص المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين بيّن عامر، "مستعدون تماما للتقارب والمصالحة مع الإخوان المسلمين وأن الشعب جاهز لذلك، ولكن شريطة تحقيق أمر واحد لا تنازل عنه، أن تعيد لنا جماعة الإخوان المسلمين كل شهدائنا وضحايانا وأن يقوموا بإشفاء مصابينا وتصحيح أحوال الأرامل واليتامى اللذين قتلوا ذويهم وآبائهم بمنتهى الخسة ، وكل الشعب المصري سيؤيد المصالحة حينها بمجرد أن يجد شهدائه قد عادوا مجددا، وأن الخسائر الأليمة التي تكبدها الوطن قد تم تعويضها".