ضياء الدين داوود

وصف البرلماني المصري وعضو اللجنة التشريعية والدستورية، ضياء الدين داوود، التطورات المتلاحقة بخصوص الفريق أحمد شفيق بأنها "غاية في التعقد والتركيب"، مشيرا إلى أن مسألة ترشحه لرئاسة البلاد هي حق أصيل له، لكن في الوقت ذاته عليه الكثير من الملحوظات والانتقادات، مستنكرا خلال مقابلة مع "مصر اليوم" الهجوم العنيف الذي تعرض له الفريق على المستوى الإعلامي المصري.

بدأ داوود حديثه بإبداء استغراب تمثل في أن إعلان الفريق أحمد شفيق مسألة ترشحه على انتخابات رئاسة الجمهورية جاء من خارج البلاد، في الوقت الذي لم يكن ممنوعًا فيه من الدخول، وقال النائب إن هذا الأمر غير مقبول أبدا وكأنه أتخذ من تواجده في الخارج "سياج" لحماية نفسه من تهديد ما غير موجود، وكان ليكون الأمر مستساغ لو أن عليه أحكام قضائية أو تهم تمنعه، ولكن في غياب ذلك ما الذي منعه من التواجد في بلاده وعاصمتها القاهرة لإعلان ترشحه على رئاستها.

وبسؤاله عن أكثر ما لفت نظره في كلمة الفريق شفيق، أجاب النائب أنها في الأساس تشكل حقه الأصيل الذي يكفله الدستور لأحمد شفيق السياسي والمواطن المصري، وهو حق ترشحه للرئاسة، ولكن بعين الناقد فإن شفيق متقدم في السن وطاعن فيه بشكل ملحوظ، حتى أن يده كانت ترتعش أثناء إمساكه بالأوراق ليقرأ منها، وهو أمر دال جدا ومهم، لأنه رجل في سن السادسة والسبعين، وبالتالي لا أعتقد أنه الأنسب للمرحلة الحالية بتحدياتها وموجات الضغوط التي تتعالي فيها على الأصعدة كافة.

وتحدث داود عن فلسفة الفريق شفيق وسياساته وتوجهه سواء المعلن حاليا أو في السابق، حيث أكد أن الفريق يمثل تيار اقتصادي أو فلسفة اقتصادية رأسمالية لا تختلف بالمناسبة عن دوائر الحكم في مصر حاليا والإستراتيجية الاقتصادية التي يعتمدون عليها، وأن شفيق لن يأتي بأي جديد في هذا الصدد، وأنه صاحب توجه سياسي واقتصادي لم يختلف منذ أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأنه أشبه ما يكون بحكومات مصر الأخيرة وقراراتها التي لم تكن في صالح المواطن.

وأنتقد عضو الائتلاف البرلماني المعارض 25-30" الطريقة التي خرج بها شفيق ليعلن ترشحه للرئاسة، والتي اعتبر أنها تسببت دون قصد من شفيق نفسه أن يتلقف أعداء الوطن هذه المادة المرئية ويقوموا باستخدامها والترويج بها ضد مصر، وأن وسائل ونوافذ إعلامية تركية وإيرانية وقطرية سارعت إلى بث ونشر كلمة شفيق وكأنها الحدث الرئيسي منذ أعوام، وأن الأمر وصل إلى الهجوم على شفيق بسبب بث قناة الجزيرة لبيانه معنونا بـ"خاص للجزيرة"، رغم أنني متأكد أنه لم يتوجه إليهم ويعطيهم المادة، ولكنه ساعد على ذلك بشكل أو بآخر.
وتابع النائب أن أغلب ظهور شفيق على مدار السنوات الخمس الماضية لم يخرج عن إطار "التربص السياسي"، فكان ينتظر ليرى ماذا سيفعل الرئيس السيسي في مسألة ما ثم يقوم بالظهور للدخول في سجال وجدل حولها، ولم يكن موقف حقيقي يصنف كمعارضة، لأن لها شروط، تتمثل ليس فقط في نقد الشيء أو الموقف وإنما طرح وجهة نظر بديلة عنه تستطيع بها أن تحرج الطرف الآخر، وهو ما لم يجيده شفيق.

وبشأن الهجوم الإعلامي على الفريق ومسألة ترحيلة أم سفره إلى مصر، حذر داوود من أن تصاعد الأحداث في هذا الملف لن يكون في صالح مصر، وأنه على العكس صالح البلاد يتمثل في أن نطالب شفيق بالترشح، ليدرك الجميع الأحجام الحقيقية لكل من أرتضى خوض المنافسة على أرفع منصب سياسي في البلاد، وأنه في هذه الحالة يتوقع نجاح ملحوظ للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي لا يزال يحتفظ برصيد كبير في الشارع المصري، منتقدا ما وصفه بـ"التلون والتحول" من بعض الإعلاميين من داعمي شفيق سابقا القائمين على تشويهه حاليا.