القاهرة ـ أحمد عبدالله
عبر النائب عن محافظة العريش رحمي بكير عن ضيقه بالتوصيفات الإعلامية للأزمة التي تواجه الأقباط، وقال إن هناك "تضخيم وتهويل" من جانب الإعلام، فيما لم يتهم الأمن بالتقصير، موضحًا الخطوات التي اتخذها النواب في تلك الأزمة، وتقييمه لدور الكنيسة وتعاملها مع الحوادث المشابهة.
أبدي رحمي بكير لـ"مصر اليوم" شديد استياءه من عدم التغطية الإعلامية الدقيقة للأحداث التي تجري في العريش بحق الأقباط، وقال بكير أن الإعلام يتعمد التركيز علي الجزء السلبي في الموضوع وإبرازه ويقوم بتضخيمه، بحيث يتم تصوير رحيل "30 أسرة" وبقاء مايزيد عن "600 أسرة قبطية" على أنه نزوح جماعي وكارثة غير مسبوقة.
وأرفض توصيف الأمر بـ"التهجير القسري" وهو الوصف غير المناسب تماما لما يجري على أرض الواقع في العريش، كما أن المجهودات غير العادية التي تم بذلها لاستضافة الوافدين إلى الإسماعيلية تستحق من الإعلام الإشادة والترحيب كما تستحق أجزاء أخرى من الصورة الهجوم والتضخيم.
وبسؤاله عن وجود أبعاد طائفية في استهداف الأقباط، أجاب بكير بالنفي قائلاً إن الاستهداف الذي جري مؤخرًا للأقباط ماهو إلا "جزء من كل" حالة إعتداء واستهداف لكل شئ من قبل الإرهابيين، واللذين يسعون في طريقهم للقضاء علي كل المناهضين لهم، من مسلمين وأقباط ورجال ونساء وأهالي وأفراد أمن، فنحن نواجه هنا مساعي جماعات متشددة ومتطرفة ناحية "المواطن المصري" وليس "الشخص القبطي".
وعن أهداف تلك الجماعات، قال بكير "إن تفسيره وراء تلك الهجمة الشرسة هو مخاطبة الخارج وتوصيل رسالة له أكثر من الداخل، بأن تنظيم "داعش" موجود وله تأثير، في حين أن التأثير يصيب الداخل أكثر من الخارج، فتلك الإعتداءات الإرهابية تصيب "عجلة التنمية والتقدم" بشكل غاية في الخطورة، ولذلك علينا جميعًا مسؤولين ومواطنيين ألا نمكنهم من ذلك، وألا نروج لنجاح مساعيهم ونصفها بالكارثة والتهجير والنزوح، وأنا أساند وأدعم وأحيي كل الأسر والأفراد والمواطنيين اللذي يحتملون تلك الأحوال الصعبة، وأقول لهم أن يحرمون بصبرهم وجلدهم الإرهابيين من كتابة شهادة نجاح لممارساتهم الدموية ومساعيهم الإرهابية المتوحشة".
وعن دور الأمن ورجاله في ذلك، قال بكير أنه لاينكر أبدا دور منوط برجال الأمن في هذه الأحداث، ولا أتهمهم بالتقصير قدر ما أطالبهم بإعادة صياغة وضبط الإجراءات الأمنية في المناطق المضطربة كسيناء وأن يأخذوا في إعتبارهم أننا نواجه نوع خطير وقاسي من الإرهاب الأسود، الذي يتطلب مواجهة من نوع آخر، واستعانة بمنظومة من الأفكار والتجهيزات غير المعتادة.
وبشأن الخطوات التي أتخذها النواب في تلك الأزمة، قال بكير إن هناك تواصل لاينقطع بين النواب من جهة والأجهزة التنفيذية والأمنية والكنسية، سواء في العريش أو الإسماعيليلة، لمتابعة الأسر الوافدة وتذليل كل العقبات التي تواجهها، والآخرين ممن رفضوا ترك منازلهم، ونسعي للوقوف علي تطورات الموقف في العريش والجهود في الإسماعيلية، وتم تشكيل عدة لجان فرعية بالبرلمان، آخرها بلجنة الدفاع والأمن القومي لإعادة ترتيب الأوضاع خلال الأيام المقبلة، وتوفير شقق ومقرات إقامة لكافة المتضررين.
وحول دور الكنيسة وتدخلاتها، قال بكير إنها تسعى لتهدئة الأوضاع والتعامل العقلاني مع تلك الأزمات الشديدة، والكنيسة أصدرت بيان عقب تلك الإعتداءات الإرهابية، والكنيسة في حالة يقظة دومًا من أحداث تتعمد تمزيق الصف وإثارة الفرقة وضرب الوحدة بين نسيج الأمة، وهم مدركون أيضا أن مايحدث حاليا جزء من حملة موسعة تستغل حالة التوتر الذي ضرب كافة أرجاء المنطقة العربية، وليس مصر وحدها.