القاهرة - محمود حساني
أكد عضو مجلس النواب المصري ، وكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي النيابية ، ووكيل جهاز المخابرات المصرية الأسبق ، النائب يحيى الكدواني ، أن حادث سيناء المتطرف ، الذي وقع مساء الخمس الماضي ، واستهدف كمين الغاز الأمني ، وأسفر عن مقتل 12 جندياً وإصابة 10 آخرين لن يكون الأخير بقوله :" حادث سيناء الأخير يأتي استمراراً لمسلسل الحرب التي يخوضها تنظيم " بيت المقدس " في مواجهة الدولة المصرية وأبنائها ، في سبيل تنفيذ مخططات خارجية ، لجر الدولة المصرية نحو مستنقع الفوضى والخراب كما هو الحال في باقي دول المنطقة ".
وأضاف النائب يحيى الكدواني في حديث خاص مع مصر اليوم، أن تنظيم ما يسمى "بيت المقدس" الذي أعلن مبايعته لما يسمى "داعش" ، يتلقى تمويلات ضخمة من جهات خارجية ، للعبث بأمن مصر وشعبها ، ردًا على المخطط الذي أجهضه الشعب المصري بفضل عناية الله وقواته المسلحة في 30 حزيران / يونيو 2013 ، في إطار سيناريو الفوضى الخلاقة ، الذي أعدّته جهات خارجية في منطقة الشرق الأوسط ، وظهرت ملامحه بقوة في أحداث ما يسمى بـ " الربيع العربي " ، الذي شهدتها المنطقة مع مطلع عام 2011 ، وها نحن الآن بعد خمسة أعوام من هذه الأحداث ، فقدت المنطقة 3 من الدول الهامة سورية وليبيا واليمن، بعد أن نجحت في استهداف جيوشها .
وتابع وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي النيابية ، أن مثل هذه الحوادث المتطرفة ، التي يرتكبها بقايا تنظيم " بيت المقدس" ، لن تُنال من عزيمة مصر وشعبها ، بل ستزيدهم عزماً وإصراراً على مواصلة حربهم في مواجهة التطرف ، حتى إقتلاعه من جذوره ، مشيراً إلى أن تنظيم "بيت المقدس" المتطرف ، لم يتبق منه سوى بقايا تتخذ من الجبال مختبئاً لها ، بعد أن نجحت قوات الجيش المصري ، في توجيه ضربات موجعة خلال مراحل العملية العسكرية الشاملة " حق الشهيد " ، التي أفقدت إمكانياته ومصادر تمويله وعشرات القيادات والمئات من عناصره، لذلك فأن إعلان الدولة المصرية ، أن سيناء أصبحت خالية من التطرف مسألة وقت
واستطرد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أن الحرب التي تخوضها مصر في مواجهة التطرف، لا تختلف كثيراً عن الحرب التي خاضتها مصر في تشرين الأول/ أكتوبر 1973، سوى أنها تواجه عدوًا مدعومًا من قوى خارجية ، تغدق عليه بالأموال والدعم ، في سبيل تحقيق مخططاتها ، ويتخذ من الدين الإسلامي ستاراً له ولأهدافه ، والدين الإسلامي منه براء ، فمصر التي يخوضون حرباً في مواجهتها ، من أكبر الدول الإسلامية في المنطقة ، وهي حامية الإسلام في المنطقة ، ومن أول المدافعيين عنه ، في مواجهة من يشوهون صورته التي تنبذ العنف والقتل والتطرف وتحض على التسامح والإعتدال وقبول الآخر ، مشدداً على أن سيناء قطعة غالية من قلب مصر ، دفع أبنائها دمائهم في سبيل تحريرها ، ولن تنتهي الدولة المصرية من حربها ، قبل القضاء على هؤلاء العناصر الخارجة ، مشيداً بدور أهالي سيناء وشيوخ القبائل مع قوات الجيش والشرطة ، من خلال دعمهم وتقديم المعلومات لهم حول أماكن تمركز العناصر المتطرفة .
ورداً على سؤال حول الفيلم المُسيء للجيش المصري ، الذي بثته قناة الجزيرة القطرية ، أوضح وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري ، أن هذا الفيلم يأتي في إطار مسلسل الغدر والخيانة الذي تنتهجه قطر منذ عام 2011 بقوله :" ليس غريباً على قناة تقف خلفها قوى مُعادية للمنطقة ، ومنذ عام 2011 تنتهج سياسة عدائية ضد دول المنطقة ، ويقف حكامها وراء الجماعات المتطرفة التي تعج بها المنطقة خلال الظرف الراهن ، عبر دعمهم بالمال والسلاح ، حتى رأينا الحال الذي وصلت إليه سورية وليبيا والعراق واليمن ، وها هي الآن بعد أن فشل مخططها في عام 2013 ، بفضل تكاتف أبناء الشعب المصري خلف قواته المسلحة في ثورة 30 حزيران /يونيو ، تنتهج مخططاً آخر تسعى من خلاله الوقيعة بين الشعب وجيشه ، وسيبوء مخططاً بالفشل أيضاً ، فمصر وجيشها عصية على أي مخطط أو مؤامرة ، وستقف بكل قوة أمام ما يُحاك لدول المنطقة ، فهي محفوظة في عناية الله قبل أبنائها من رجال الجيش .
وأكد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق ، أن طوال السنوات الثلاثة الأخيرة ، أتيحت أمام جماعة الإخوان ، أكثر من فرصة للتصالح مع الدولة المصرية ، والعودة مجدداً إلى حضن الدولة وأن يصبحوا جزءاً من النسيج الوطني ، الذي يضم مختلف أبناء الشعب ، أولى هذه الفرص ، بعد ثورة 30 حزيران / يونيو 2013 ، عندما دعتهم القيادة العامة للقوات المسلحة ، للمشاركة في بيان القوى الوطنية ، إلا أنهم رفضوا ، واتجهوا نحو العنف والتخريب تحت مزاعم الدفاع عن الشرعية ، و عندما أتيحت مرة ثانية ، كان ردهم آنذاك ، استهداف أبناء مصر من رجال الجيش والشرطة ، فمن الصعب قبول دعوة التصالح الآن ، بعد ما ذاق الشعب على أيديهم طوال السنوات الثلاثة الأخيرة ، الكثير من الدماء في سيناء .
وأفاد النائب يحيى الكدواني ، أن ما قام بهذه المظاهر التي رأيناها من قطع الطريق ، ليسوا من أبناء النوبة ، بل أنهم قلة قليلة لا تمثلهم ، تحاول فرض مطالبهم بقوة الصوت ، ومع ذالك فأن الدولة المصرية ، حريصة كل الحرص على الاهتمام بمختلف أبناء الشعب المصري ، وتتجه إلى توزيع أراضي المليون نصف فدان على أبنائها بما فيهم أبناء النوبة .
وعبّر الكدواني عن رضائه عن القرارات الاقتصادية التي أصدرتها حكومة المهندس شريف إسماعيل ، والتي شملت تحرير سعر صرف الجنيه المصري ، ورفع الدعم عن المحروقات بقوله " هذه القرارات كان لا بد منها ، في ظل دولة استنزفت مواردها وطاقتها طوال السنوات الخمسة الماضية ، شهدته فيها ثورتين ، بلا شك أثرت بالسلب على الاقتصاد والانتاج ، فكان طبيعياً للدولة ، وهي في طريقها نحو تشجيع التنمية والاستقرار وعودة الاستثمارات من جديد ، أن تتخذ هذه القرارات " ، مبيناً أنه لا يتفق مع الأصوات البرلمانية التي تُطالب بإقالة الحكومة أو إجراء تعديل وزاري ، وداعياً إلى إعطائها فرصة أخرى في ضوء القرارات التي اتخذتها ، داعياً المواطنين إلى التحمل والتكاتف من أجل الخروج من هذه الأزمة بسلام.
وكشف الكدواني ، أن هناك علاقات قوية ومتينة تجمع بين أبناء الشعبين والقيادتين ، وهو أمر ليس بجدبد ، وإنما يعود إلى عشرات العقود ، فمصر والسعودية ، هما ركيزتان أساسيتان في المنطقة ، تجاه ما يُحاك لها من مؤامرات ومخططات ، ولن ننسى ما قامت به السعودية والملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، وخادم الحرمين الشريفين ، سلمان بن عبدالعزيز ، تجاه مصر منذ ثورة 30 حزيران/يونيو ، مبيناً أن هذه الأزمة عابرة ، وسرعات ما ستنتهي وستعود العلاقات مجدداً إلى سابق عهدها .