القاهرة – عصام محمد
حذّر الخبير الأمني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء مجدي البسيوني، من أن الأكمنة الثابتة أصبحت عديمة الفاعلية في مواجهة المخاطر والتحديات التي تفرضها المرحلة الراهنة في البلاد، كونها مرصودة من جانب المتطرفين الذين يتربصون بأفراد الشرطة والجيش ويستهدفونهم في تلك الكمائن.
وأوضح البسيوني في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم" أنه يرفض الأكمنة الثابتة، وأنه ليس من المعقول بالنسبة لأي مجرم أو متطرف أن يسير من أمام كمين معروف تماماً، لكن يمكن الاستفادة بالكمين الثابت فقط كنقطة تفتيش بين المحافظات أو في المناطق الحدودية، لملاحقة سيارات هاربة أو مجرمين فارين، ولغلق الطرق إن لزم الأمر، مؤكداً أن جدواه في تحقيق الأمن في مواجهة التطرّف ليست فعالة، خاصة داخل المدن وعلى الطرق السريعة.
وبيّن البسيوني، أن البلاد تواجه تطرّفًا حقيقياً وغادراً، يتصيد الأكمنة المعروفة والمرصودة، وأصبحت بالنسبة للمتطرّفين هدفاً سهلا، حيث يتم اقتحامها بأسلوب أو بآخر، وتواجه تلك الأكمنة المتفجرات، حيث يمكن إلقاؤها من خلال مستقلي دراجة بخارية مثلاً، أو يتم زرعها في غفلة من قوات الكمين وأحياناً يعقب ذلك فوراً هجوم على أفراد الكمين بالأسلحة الآلية كما يحدث في سيناء.
وأكد البسيوني أن الأكمنة الشرطية بصفة خاصة عادة ما يتم انتداب ضباط غير متمرسين على المواجهات المسلحة التي قد تتعرض لها الأكمنة، فمثلاً يتم انتداب ضباط من الجوازات أو من أكاديمية الشرطة، وهم غير مدربين على المواجهة، فضابط أو فرد الكمين يجب أن يكون دارساً وواعياً لأساليب المواجهات والتصدي الدفاعي، كما أن الكمائن التي تضم ضباطاً من قطاع الأمن المركزي المدربين لا يحول ذلك دون تعرضهم للمخاطر، خاصة أن مدة الخدمة 12 ساعة، ومن غير الطبيعي أن يبقى الضباط والأفراد في يقظة تامة طيلة تلك الفترة.
ونصح البسيوني بخفض مدة العمل لساعات قليلة فقط لتكون القوات في حالة تحفز وترقب، كما أن هناك أكمنة عديدة غير مزودة بسيارات سريعة الانطلاق أو مجهزة، وبالتالي تتعرّض غالباً لمخاطر التطرّف، وتابع أنه في حال الاستعانة بتلك الأكمنة الثابتة، فيجب أن تتم إقامتها في مواقع محصنة تماماً مدعمة بأبراج علوية تستطلع القادم من جميع الجهات ومجهزة بنظارات مكبرة ونظارات ليلية، كما يجب ألا يكون أفراد الكمين جميعهم في نطاق واحد، ويجب أن يكونوا منتشرين، وبينهم من يستتر على مقربة من الكمين، ومجهز بسيارات دفع رباعي"، ونصح الخبير الأمني بأن يكون للأفراد مكان للمبيت في الكمين، كما يجب تدريبهم على التمرس على المواجهة بحيث يكونوا على يقظة تامة.
واعتبر البسيوني أن الأكمنة المتحركة هي التي تشغل العدو، فيكون هناك كمين أمني متحرك، بقول أمني بنفس القوة في الكمين الثابت، ثم يتمركز في مكان ما مدعوماً بدشم متنقلة وسواتر متنقلة ولمدة معينة يحقق فيها الأمن، ثم ينتقل من مكان لآخر، وهو ما سيسبب حيرة للمجرمين والمتطرفين تجعلهم عاجزين عن التخطيط المسبق، لأنه يتعذر رصدها، لكن يجب الحذر أثناء مرورها في خطوط السير والتمركزات.