القاهرة ـ أحمد عبدالله
أبدي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، أحمد سعيد، حالة تفاؤل كبيرة لما أسماه بـ"رغبة حقيقية" لاستعادة مصر تأثيرها على الصعيد الخارجي، قائلًا إن هناك خطوات فعلية على أرض الواقع تثبت ذلك، وأن تلك الخطوات يتم اتخاذها بشكل منهجي سريع ومتتابع.
وأوضح سعيد في مقابلة خاصة لـ "مصر اليوم"، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قام بعدة جولات أكثر من ناجحة، وأن البرلمان سبق ذلك بمجموعة لقاءات لنواب الكونغرس وزيارات للبرلمانات الأوروبية لتوصيل وجهات نظر متعددة والدفاع عن الدولة وصورتها بالخارج، مطالبًا بضرورة استمرارية هذا الأداء النشط على المستوى الخارجي، حتى لا يتم فقد ما تم تحقيقه من مكتسبات.
وبشأن التقارب الأخير مع حماس وكلمة الرئيس السيسي في الأمم المتحدة، أكد سعيد أن المبادرة المصرية مع حماس تُلقي بالكرة في ملعب الطرف الفلسطيني، مضيفًا أنها ستشجع الفصائل الفلسطينية للعودة إلى طاولة المفاوضات مجددًا، وأنه عليهم تقدير الظروف الحالية والمجهود المصري الفائق لتحريك المياة الراكدة في المنطقة، متوقعًا أن يكون هناك لقاء وشيكًا تحتضنه القاهرة بين الطرفين "الفلسطيني والإسرائيلي".
وقال النائب سعيد، إن البرلمان يسير ضمن الإطار العام لتوجه الدولة المصرية، وأن لجنة العلاقات الخارجية ستتعاون مع اللجان العربية والدفاع والأمن القومي، لصياغة سياسات تواكب التطورات في الملف الفسطيني، مثمنًا مجهود السيسي، موضحًا أنه استطاع في المدة القصيرة السابقة وضع عدة حلول لمشاكل مزمنة في المنطقة، وتحديدًا في الملف الفلسطيني، وبدا واضحًا أن مصر على يد القيادة السياسية الحالية استردت دورها الريادي المفقود، وأن تلك المقومات التي تتمتع بها مصر على المستوى الخارجي باتت مطلوبة وهامة للغاية أثناء مكافحة ومواجهة التطرف وموجات العنف التي لا تضرب مصر فقط وإنما العالم.
وفيما يتعلق برأيه في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ودور مجلس النواب مؤخرًا، سرد سعيد مجموعة من الجولات التي قام بها نواب البرلمان بداية من لقاء أعضاء الكونغرس مرورًا بزيارات البرلمان الأوروبي والبوندستاغ الألماني ووصولًا إلى البرلمان الأورومتوسطي، وقال إن كلها تدعم تحركات مصر الخارجية، وتدفع بتكامل المؤسسات في مصر لتوصيل رسالة هامة عن الداخل الذي بات مستقرًا ويعمل بكفاءة بعد أعوام من الاضطراب.
وشدد سعيد على أن البرلمان لديه خط ومنهج واضح لشرح الكثير من الأمور والغامضة والدفاع عن وجهات النظر ضد ما أصفه بـ"المغالطات" التي تتعمد نثرها تقارير المنظمات الخارجية المعادية لمصر، مشيرًا إلى أن صدور 14 قرارًا من البرلمان الأوروبي ضد مصر مؤخرًا وتقليص المعونة "معضلات" يسعى النواب مع مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية في حلها وتجنب وجودها مرة أخرى.
وبالنسبة للدولة الأكثر قربًا وتواصلًا معه بشكل شخصي والبرلمان عمومًا، تطرق سعيد إلى العلاقات مع كوريا الجنوبية، متابعًا أن هناك تواصل دائم وقنوات اتصال لا تنقطع مع سفيرها في القاهرة، وأنها دولة كبرى ومؤثرة على كافة الأصعدة الخارجية والصناعية والتجارية، وأن البرلمان المصري يسعى باستمرار لدعم ملفات التعاون المشترك معها.
وبشأن التحدي الأبرز من وجهة نظره في الداخل المصري، بيَّن سعيد أن ملف التطرف والإرهاب يجب أن يكون أولوية قصوى الآن، وأنه إلى جانب الصعوبات الاقتصادية الضاغطة على المواطنين في مصر، إلا أن التطرف على وجه الخصوص هو الخطر الأكبر والمهدد لكل دول العالم حاليًا، مطالبًا بضرورة بذل مجهود لتطوير قدرات الأزهر في مصر وإيفاد رجاله للخارج لاكتساب الخبرات، وزرع التنوير وسيادته مره أخرى داخل الأزهر.
واختتم النائب حديثه بتأكيده على ترشحه على رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بدور الانعقاد الثالث، والمرتقب أن يبدأ مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرًا إلى أن ائتلاف الأغلبية البرلمانية حريص على أن يكون دور الانعقاد الجديد ساخنًا ومليئًا بالأحداث، متوقعًا أن يكون شكلًا وموضوعًا أفضل من أدوار الانعقاد السابقة، لما اكتسبه النواب من خبرات برلمانية وسياسية تحت القبة على مدار عاميين.