الفيوم - هيام سعيد
تشهد مشرحة الفيوم، استقبال شبه يومي للجثث التي تأتي نتيجة حوادث مختلفة، ولكن يختلف الحال عندما تأتي جثث من حوادث الطرق الصحراوية ، منها طريق القاهرة الفيوم وطريق أسيوط الغربي، ممن ينتقلون من محافظات الصعيد إلى القاهرة والعكس.
وتعد من أكثر الجثث مجهولة الهوية ممن يأتون في حوادث الطرق من لم يحملون بطاقات شخصية، أو موبايلات وغيرها من الاستخدامات التي يمكن من خلالها الوصول إلى أسرته. ويقول محمود رضوان طبيب في مستشفي الفيوم، إن المشرحة تقوم بالاجراءات الخاصة بالجثث ويتم الاحتفاظ بها لمدة 20 يومًا من تاريخ دخولها للمشرحة، ويتم تصوير الجثة وتُرسل إلى البحث الجنائي للبحث عن أسرته، وهناك العديد من الجثث ممن يتعرف عليها أسرهم بعد مرور أسبوع أو 10 أيام والقليل ممن يُدفن في مقابر الصدقة بعد المدة المحددة.
وأضاف أن من أكثر المواقف المحزنة هي أن يأتي أسرته بعد وفاته بيوم أو اثنين بعد التعرف عل الجثة من خلال رجال الأمن، وروى أنه منذ شهور جاءت أكثر من جثة في حادث على طريق أسيوط الغربي وتم وضع الجثث في الثلاجة باستثناء جثة وحيدة لفتاة كانت ذاهبة من إحدى محافظات الصعيد الى القاهرة بدون أن تحمل أي إثبات شخصية وتم تصويرها وإرسال الصورة الى مديريات الأمن في المحافظة والوزارة مثل مايحدث مع معظم الجثث المجهولة، وانتظرنا وبعد أن تم دفنها بساعة جاءت أسرتها تبحث عنها وفوجؤوا بدفنها وحاولت أسرتها خروجها من المقبرة والذهاب بها إلى مقابر الأسرة وذهبت أسرتها لأحد المشايخ للاستفسار عن الأمر .
وأضاف زغلول رمضان عامل في مستشفى طامية في الفيوم أنه كان يقومون بمساعدة المسؤول عن المشرحة لفترة معينة أثناء عمله، وكانت أكثر الفترات التي تم دفن بها جثث بدون معرفة أسرها خلال فترة الانفلات الأمني، بعد ثورة يناير، وكانت الجثث تأتي في حوادث قتل ولن نتمكن من الوصول إلى أسر المتوفين بسبب سرقة محتوياتهم والبطاقات، خاصة من المحافظات الأخرى، وأيضا الجثث التي تأتي أشلاء نتيجة لحوادث الحريق في بعض المؤسسات ننتظر أسرهم وهناك العديد ممن لا يتعرفون على جثة المتوفي نتيجه لتشوهات في الوجه والجسد، والتعرف يكون بالاحساس، خاصه إذا جاءت أكثر من جثة في نفس الحادث يحمل نفس التشوهات التي تمحي ملامحه بشكل يُصعب تحديد المتوفيين من قبل أسرهم .