مدير أمن الاسماعيلية الجديد اللواء عصام سعد

يواجه مدير أمن الاسماعيلية الجديد اللواء عصام سعد تحديات حقيقية، ربما كانت مطروحة بالملف الأمني لمديري الأمن السابقين للمحافظة، ولكنها لم تكن بالقوة نفسها، خاصة بعد الواقعة الأخيرة في سجن المستقبل وهروب متهمين شديدي الخطورة وسقوط ضحايا بين قتلي وجرحي وتورط أمناء شرطة في الواقعة بالحصول على رشاوى مادية مقابل تسهيل عملية الهروب، وأبرز تلك الملفات، مواجهة التطرف، ويوضح الخبير الأمني اللواء محمد أمين آن الأوان أن تنظر القيادات الأمنية إلى محافظة الإسماعيلية باعتبارها ليست تلك المحافظة الهادئة، لأنه لم يعد هناك محافظات تتمتع بهذه الصفات ونحن نواجه تطرفًا لا ملة ولا ديانة له.

وأوضح " أمين"، أن لموقع الإسماعيلية طبيعة خاصة، لحدوديتها مع سيناء، حيث يتخللها مساحات واضحة من الظهير الصحراوي والجبلي، والتي تتخذها الجماعات التكفيرية وطنًا لها، ولا سيما بالقنطرتين، ويأتي ملف الإنفلات الأمني ثاني أهم التحديات الأمنية بالمحافظة، لوقوع أكثر من عملية خطف لرجال أعمال، أخرها كان لأحدهم داخل مزرعته بالقنطرة، وطلب المختطفون فدية 2 مليون جنيه، وتم تحريره، ويقول ضابط سابق في مديرية أمن الإسماعيلية اللواء ياسر الحفناوي، أن أهم متطلبات المرحلة الراهنة، هو كيفية استئصال واستبعاد العناصر التي أساءت لوزاة الداخلية ومديرية الأمن، وكذلك استعادة ثقة المجتمع الإسماعيلي في قوة ونزاهة ضباط وافراد المديرية وإنهم قادرون على حماية المواطن في ظل الظروف الراهنة.
وأكد حفناوي أن هناك تحديات تواجه الإسماعيلية وقياداتها الأمنية، خاصة كونها محافظة حدودية مع سيناء من ناحية وتحتضن قناة السويس من ناحية أخرى، خاصة وأن مصر ومنشاءتها الحيوية مهددة، مما يستدعي إعادة النظر في الخطط الأمنية، وأضاف ياسر أن من بين أهم التحديات التي تواجه مدير أمن الإسماعيلية الجديد، سرعة توقيف المتهمين الهاربين لإثبات قوة وهيمنة وزارة الداخلية ومراجعة تأمين جميع المنشآت الشرطية للحيلولة دون هروب مسجون أخر.

ويقول باحث سياسي بالمركز العربيي الأفريقي - مصر للأبحاث الإستراتيجية إسلام نجم الدين، إن من أبرز التحديات التي تواجه المنظومة الشرطية في الإسماعيلية ومدير الأمن الجديد، التعامل مع ملف الأمن الجنائي وظاهرتي إنتشار الدراجات النارية و التوكتوك في أنحاء المحافظة وإرتباطهم بحوادث السرقة والتحرش، كذلك إنتشار بؤر بيع و تجارة والمخدرات وتعاون بعض العناصر الفاسدة في جهاز الشرطة معهم لإبلاغهم بالحملات، التعامل مع تحديات إنتشار ظاهرة الإرهاب و تهريب الأفارقة والسلاح من وإلي سيناء وتأثيرها على الإستقرار الأمني للمحافظة خاصة طريقي الصالحية وفايد، كذلك ملف حقوق الإنسان والمعاملة في الأقسام والمراكز الشرطية وتقديم خدمة شرطية منضبطة، مؤكدًا على أهمية التركيز علي تطوير وتحديث المنظومة الأمنية وتفعيل التكنولوجيا لتقليل معدلات الكشف عن الجرائم.

وعن تحدي إعادة هيكلة "سجن المستقبل"، يري النائب أشرف عمارة، أن أهم تحدي يواجه اللواء عصام سعد، إعادة الهيكلة ونقل جميع القوات من ضباط وأفراد، ووضع قواعد وقوانين نافذة وصارمة، ورصد ارصدتهم البنكية باستمرار، وتكثيف جولات المراقبة والتفيش على الأداء، بالاضافة إلى الالتزام بالسعة الاستيعابية لعنابر السجن ومنع دخول ممنوعات من اجهزة هاتف ولاب توب، وتشديد الإجراءات التأمينية بالسجن ومحيطه، وعدم خلط المتهمين المحبوسين الجنائين والسياسين.وأوضح محاضر إعلام بديل ورئيس تحرير موقع يابلادي الإلكتروني هشام زكريا، أن الإسماعيلية هي المحطة الثانية بعد سيناء ، وكلما زاد الحصار على سيناء ضد التطرف كانت محطة الهروب والإختفاء داخل الإسماعيلية التي لها حدود مع كل المحافظات بالإضافة إلى وجود عرب وزراعات في مناطق قريبة من سيناء بداية من القنطرة شرق وغرب حتى وصولاً للتل الكبير وفايد، وأشار هشام أن أهم التحديات التي تواجه القيادات الأمنية هو أهمية التعامل مع الموقف الحالي بإعتباره حالة حرب مع التطرف، وهذا يتطلب درجة استعداد ويقظة عالية جدًا، مراجعة لكل المداخل والمخارج والكاميرات في السجون الداخلية

والمنشآت العامة والشوارع لسرعة ضبط أي تحركات مشبوهة، مع عقد لقاءات سريعة مع رؤساء القبائل والعرب الموجودين في مناطق مختلفة ووضع وسائل جديدة للتعامل لأنهم من الممكن أن يساعدوا بشكل كبير في عدم دخول وخروج أي هارب من سيناء إلى الاسماعيلية، وأشار إلى أهمية إعادة توزيع أمناء الشرطة وعدم ربطهم بمكان لفترة زمنية طويلة حتى يفقد وسائل إتصاله ونفوذه أو قدرته على خيانة وظيفته ، ويظل دائما في حالة خوف من تنقله أو تحريكه من مكان لآخر، مع تنشيط عمل آمن الدولة وإعادة فتح الملفات القديمة لكيفية تأمين الإسماعيلية من الحدود والمناطق الأكثر خطورة، التخلص تمامًا من منطقة السحر والجمال المعروفة بتجارة المخدرات لأنها جالبة للخارجين عن القانون قبل المتعاطين للمخدرات.

وعانت الإسماعيلية خلال الفترة الماضية من اننتشار ظاهرة الإختطاف، وكان أبرزها إختطاف أطفال وفتيات، وتم تحرير بعضهم فيما فشلت الأجهزة الشرطية في تحرير أغلبهم، ومن جانبه أكد مدير أمن الإسماعيلية اللواء عصام سعد، في تصريحات سابقة، على أن خدمة المواطن والوطن تأتي على رأس أولويات العمل للأجهزة الأمنية بمختلف قطاعاتها والحفاظ على الأمن والإستقرار لجميع المواطنين، وأضاف مدير الأمن، أن مواجهة التطرف أمر حتمي وفرض على الجميع، مشيرًا إلى أن التخريب الذى يشهده الوطن الناتج من العمليات المتطرفة التي يقوم بها المتطرفون تحتاج  إلى مزيد من الجهد والوقت للقضاء عليها وهذا لا يتعارض إطلاقًا مع حقوق الانسان لإجرامهم في حق الوطن وفي حق أنفسهم.