القاهرة - مصر اليوم
دفء وشمس مشرقة خلال النهار، وبرودة قليلة بالكاد يشعر بها البعض خلال ساعات الليل، هكذا مرت بعض أيام الشتاء هذا العام، وتستمر الأيام في المرور، وما زلنا لا نشعر بالبرودة التي تعودنا عليها خلال الأيام والشهور الأولى من كل عام، ولم ينزل المطر سوى في منتصف فصل الخريف. يفسر هذه الظاهرة الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أنها تغير مناخي أثر على العالم، وعلى مصر، ونتيجته هي عودة المصانع للعمل بقوة وبشكل مكثف خلال شهور الصيف مع عودة فتح البلاد من جديد بعد شهور الإغلاق التي حدثت في بدايات فيروس كورونا خلال يناير الماضي: «إغلاق المصانع خلال الشهور الأولى من عام 2020 جعلهم يعملون بكثافة وبقوة مضاعفة بعد فتح البلاد ليعوضوا خسارتهم، مما أدى إلى زيادة نسبة الملوثات في الجو».
سبب دفء الجو خلال فصل الشتاء
زيادة نسبة الملوثات في الجو بسبب المصانع أدى إلى تغير مناخي وحدوث جو غير متوقع نهائيا خلال شهور الشتاء، بحسب «عبدالعال»: «التغير المناخي ده ممكن يبقى الجو برد في منطقة ومنطقة أخرى حر ودافي، وده بيفسر عدم شعورنا بالبرد حتى الآن».
وكان الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث سابقا، نشر منشورا عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك» أوضح فيه أن الطقس الدافئ والجو المشمش خلال شهور الشتاء هذا العام ربما يكون رحمة من الله بالمصريين، قائلاً: «من خلال متابعتي لدرجات الحرارة المتوقعة طبقا لخرائط الطقس العالمية التي تنشرها الأقمار الصناعية يبدو أن الله سوف ينعم علينا بشتاء مشمس دافئ عكس العام الماضي فالدرجات العظمى المتوقعة طبقا لتلك الخرائط خلال الأسبوعين القادمين تدور حول 23 درجة مئوية تقريبا ومن يدري فقد يساهم هذا إلى حد ما في التقليل من انتشار الفيروس»، وطلب «الناظر» من الجميع الدعاء باستمرار الدفء وسطوع الشمس طوال الشتاء.
درجات الحرارة المعتدلة تقلل من انتشار كورونا
وأكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن ارتفاع درجة الحرارة يقلل من انتشار فيروس كورونا، فالمناعة تقل مع الأجواء الباردة والجافة والرطبة وانخفاض درجة حرارة الجسم يقلل مناعته، كما أن الأهداب التنفسية تصبح أقل كفاءة في الأجواء الباردة والرطبة، مؤكدا أن ساعات مكوث الفيروس وبقائه حيا على الأسطح تقل مع ارتفاع درجات الحرارة ودفء الجو، لكن لا ينعدم.
وأضاف الدكتور مجدي علام الخبير البيئي، نائب وزير البيئة الأسبق، أن التغيرات المناخية تؤثر على الكائنات الحية كلها، سواء الإنسان أو الحيوانات وحتى الطيور، وبلا شك تؤثر على الفيروسات التي تتأثر بتغير درجة الحرارة.
واستكمل علام، في حديثه لـ«الوطن»، أنّ الظواهر المناخية الحادة غير المتوقعة تؤثر على الفيروسات من حيث انتقالها من التأثير المحدود إلى التأثير الكبير.
قد يهمك ايضا
" الأرصاد" تصدر بياناً جديداً بشأن تفاصيل موجة الأمطار المقبلة