لبنان يندرج على القائمة الخضراء

مرة جديدة يثبت لبنان موقعه على الخريطة العالمية، وهذه المرة من خلال إدراجه على اللائحة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. فخلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في مصر، أعلن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة انضمام «محمية أرز الشوف» اللبنانية إلى اللائحة الخضراء للمحميات، الذي يعد أول معيار عالمي يعترف بأفضل الممارسات في المناطق المحمية. فهذا الموقع الطبيعي الذي يقع في قلب الشوف على مساحة 600 هكتار مكللاً بشجر الأرز، استطاع إلى جانب دول كبرى كالمكسيك والبيرو وفرنسا وكينيا و11 غيرها أن يحصل على هذه الميزة، بعد خضوعه لتقييم دقيق، يتضمن 17 معياراً للنجاح، تدور حول الحوكمة والإدارة والتصميم والتخطيط.

وتحتل محمية أرز الشوف نحو 80 في المئة من مجمل مساحة غابات الأرز في لبنان، ومساحتها 2000 هكتار. وهي تتكون من 3 غابات من الأرز: «معاصر الشوف، والباروك، وعين زحلتا بمهريه»، وتم زراعة جزء منها في الستينات في محاولة مكثفة لإعادة تشجيرها. وتعتبر هذه المحمية الطبيعية الواقعة على طريق هجرة الطيور العابرة للقارات موقعاً ملائماً لحماية الثدييات الكبيرة مثل الذئب والوشق. كما تحتوي على أنواع طيور ونباتات نادرة وأخرى معروفة ساهمت في تثبيت العمليات العلمية التي أخذ على خلفيتها هذا القرار.
 
والمعروف أنّ سبب إنشاء المحميات يعود إلى قرار دولي اتخذ في قمة الأرض التي انعقدت في عام 1992 واتخذ على أثرها قرار زيادة هذا النوع من المساحات الخضراء، لأنّها تحافظ على عينات من الأنظمة الصديقة للبيئة (إيكولوجيا)، وبالتالي فهي تساهم في الحفاظ على الكائنات المفيدة للحياة كإرث طبيعي نتعرف إليه من خلالها.
 
وكانت محمية أرز الشّوف قد نجحت في التكيف، مع تدفق اللاجئين من سوريا إلى لبنان من خلال فتح مجال مشاركتهم في القيام بأعمال الحماية البيئية الخاصة بها.
 
وحالياً يجري زيادة مساحة هذه المحمية من خلال غرس أشجار أرز جديدة بنسبة 50 هكتار كل سنة لتوسيع انتشارها على ارتفاع أعلى يساهم في المحافظة عليها في ظل التغييرات المناخية التي تطرأ على الكرة الأرضية بمجملها