القاهرة - مصر اليوم
أقام مختبر السرديات بالمنصورة مؤخرا ندوة لمناقشة ديوان "مرايا نيويورك" للشاعر سمير درويش، في إطار ملتقي ديوان العرب المنبثق عن المختبر والمعني بدراسة الأعمال الشعرية.
حضر الندوة جمع من المبدعين منهم الروائي رضا البهات والناقد محمود الزيات والشاعر محمد عطوة والقاص أشرف الخريبي والشاعرة منى الضويني والقاص حسين عبد العزيز والقاص نبهان رمضان والشاعر خالد أبو الفتوح والشاعرة أمل مشالي والشاعرة إيمان ريحان والتشكيلية هناء درويش والشاعر عبد الغفار العوضي، والقاص إبراهيم الشبراوي، وأدارها القاص أحمد الزلوعي.
تناولت قراءة محمد عطوة فكرة التمرد على استلاب الواقع للحلم في قصائد الديوان ورصد أوجه حضور الأنثى وطبيعة العلاقة معها، كما تناول تكنيك استخدام مفردة (لو) المتكررة في بعض القصائد ودلالتها في فتح أفق افتراضي خاص بالمستقبل وغيرها من نقاط تناولتها الدراسة.
وطرحت دراسة محمود الزيات مدى توافق عتبات النص مع مضمونه وكذلك فكرة المثاقفة وحضور الأنثى، الفكرتين اللتين مثلتا حقلا دلاليا أكبر من كونها مدلولا للنص بحسب رؤيته.
وتناولت دراسة الزيات كذلك ما سماه حالة الهروب– التفلت– التحول التي حفلت بها القصائد وصولا إلى حالة الوحدة الموحشة المعبر عنها في الديوان، وتحدث عن دور الفن في مقاربة الواقع وآليات ذلك فنيا.
أما القاص أشرف الخريبي ، فقد تناولت دراسته ما سماه هندسة الكتابة عبر تتبع عناوين القصائد وفضاءاتها الدلالية، ومحور التراوح بين الإنساني والفكري، واغتراب الذات وإعادة انتاجها، ورصدت روح التجريب في نصوص الديوان، كما رصدت شفرات النص الدالة عبر دراسة الشخوص الوارد ذكرها بالديوان.
وتناول الشاعر خالد أبو الفتوح محور الجدلية بين الأنا والآخر في "مرايا نيويورك"، والجدلية بين الشاعر والقصيدة، كذلك ورصدت دراسته ما يطلق عليه شعرية المرض في قصائد الديوان.
كما قدم نبهان رمضان وهناء درويش وأمل مشالي انطباعات حول بعض السمات التي تقدمها قصائد الديوان، خاصة الألوان ودلالاتها، وحضور الجسد الأنثوي، وعلاقة ذلك بما حفل به الشعر العربي من تصوير وتجسيد واحتفاء بجسد الأنثى.
وتحدث أحمد الزلوعي عن المشهدية الماثلة في قصائد "مرايا نيويورك"، وتكرار استخدام الألوان ودلالاتها وتناول ظاهرة التناص في قصائد الديوان.
وفي ختام الندوة ، أبدى الشاعر سمير درويش سعادته بعمق وتنوع الدراسات والرؤى المطروحة على طاولة مختبر السرديات، وقال إنه حاول في كل ديوان من دواوينه الخمسة عشر أن يقدم تجربة جديدة، وروحا موحدة، وعالما واحدا يشمله، وأنه يهتم بإثبات مكان وتاريخ كتابة القصائد في دواوينه، باعتبار أن الشعر الجديد معني بكشف حال الشاعر هنا والآن، كون الشاعر فردا من مجموع يتشارك معهم آلامهم وآمالهم.
وتشعب الحديث إلى التطور التاريخي الذي حتم الانتقال بالشعر العربي حديثا إلى مرحلة قصيدة النثر، التي أكد درويش أنها إن لم تكن مواكبه لفكرة جمالية مغايرة فإنه لا لزوم لها، مثمنا الدور الذي لعبه شعراء هذه القصيدة في السنوات الثلاثين الأخيرة.