القاهرة ـ ا ش ا
في كتابه "أساليب السرد في الرواية العربية"، والصادر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، يؤكد الدكتور صلاح فضل أنه يمكن أن نقدم اقتراحا بفرضية أولية بوجود ثلاثة أساليب رئيسة في السرد العربي خاصة، هي: الأسلوب الدرامي: ويسيطر فيه الإبداع بمستوياته المتعددة من زمانية ومكانية منتظمة، ثم يعقبه في الأهمية المنظور، وتأتي بعده المادة.
الأسلوب الغنائي وتصبح الغلبة فيه للمادة المقدمة في السرد، حيث تتسق أجزاؤها في نمط أحادي يخلو من توتر الصراع، ثم يعقبها في الأهمية المنظور والإيقاع؛ ثم لأسلوب السينمائي ويفرض فيه لالمنظور سيادته على ما سواه من ثنائيات، ويأتي بعده في الأهمية الإيقاع والمادة.
ويتناول الدكتور صلاح فضل في القسم الأول روايات "يوم قتل الزعيم" لنجيب محفوظ، و"الولاعة" لحنا مينه، و"خالتي صفية والدير" لبهاء طاهر، وفي القسم الثاني: "الآن هنا" لعبدالرحمن منيف، "هاتف المغيب" لجمال الغيطاني، تجربة في العشق" للطاهر وطار، "كناسة الدكان" ليحيى حقي، "سرايا بنت الغول" لإميل حبيبي، وفي القسم الثالث: "وردية ليل" لإبراهيم أصلان، و"ذات" لصنع الله إبراهيم.
ويشير فضل في مقدمة الكتاب إلى أنه تأسيسا على ذلك التصنيف فإن الفكرة المحورية تقوم على سلم قياس متدرج من عناصر السرد وفق نموذج مركب من عدد من التقنيات الفنية التي يتم شرحها بمناسبة كل عمل إبداعي تطبيقيا.
ويضيف أن الذي يحدد طابع كل رواية إنما هي العناصر المهيمنة على ما سواها، فكل رواية تتضمن قدرا من الدرامية والغنائية الذاتية أو الملحمية السينمائية، لكن تفاوت النسب وتراتبها ومستويات توظيفها في النص ككل هي التي تحدد موقعها.
ويلاحظ الدكتور صلاح فضل أن المقاربة النقدية لكل نص على حدة تهدف إلى اكتشاف شعريته الخاصة وما يثيره من مجالات تتجاوز نطاق العناصر الأسلوبية المعتمدة في هذا السلم؛ بحيث لا تصبح الدراسة جدولا برهانيا لفرضية التصنيف، تعمى عما عداه من مناطق الإثارة الجمالية والدلالية في النص.