القاهرة - أ.ش.أ
أصدرت دار الهلال في إطار سلسلة رواياتها قصص ألبير قصيري قبل هجرته إلى فرنسا ترجمها لطفي السيد، وتضم ساعي البريد ينتقم"، و"البنت والحشاش"، و"الحلاق يقتل زوجته"، و"خطر الفانتازيا"، و"الجياع لا يحلمون إلا بالعيش".
فقبل أن يبلغ الثلاثين كتب المصري ألبير قصيري هذه اللوحات الفريدة التي يمكن اعتبارها جدارية صادمة، أبطالها مهمشون وفقراء ومنبوذون، في سرد يحنو، لا يراقب الناس من أعلى، وإنما ينطق بلسانهم، وهي قصص قصيرة نادرة كتبها ألبير قبل هجرته إلى فرنسا، ونشرت في مجلات، وهي من أعماله المبكرة، وتجسد براعته في تصوير الأحياء الشعبية، وشخصياتها التي تتمتع بروح السخرية، إحدى سمات المصريين في مواجهة الظروف القاسية، حيث لا يملك قصيري في مواجهة الظلم سوى السخرية من الطبقات المهيمنة "اللصوص الشرعيين" كما كان يطلق عليهم.
قصيري المصري أحد كتاب الفرانكفونية ولقب بفولتير النيل، ولد في الثالث من نوفمبر العام ١٩١٣ بحي الفجالة بالقاهرة لأبوين مصريين، تلقى تعليمه في مدارس دينية مسيحية قبل أن ينتقل إلى مدرسة الجيزويت الفرنسية، واستقر في فرنسا منذ عام ١٩٤٩، وعاش في غرفة رقم ٥٨ في فندق "لا لويزيان" في شارع السين بحي سان جيرمان دو بريه، حتى وفاته عام ٢٠٠٨.
كتب أعماله عن مصر، ولم يكتب حرفًا عن باريس، وعزف عن الحصول على الجنسية الفرنسية..كتب عن وطن عاش فيه 20 عامًا لا عن فرنسا التي احتضنه ستين عامًا، وعن ذلك قال: "لست في حاجة لأن أعيش في مصر ولا لأن أكتب بالعربية فإن مصر بداخلي".