الدكتور السيد فليفل

 أفريقيا بالنسبة لمصر "هي مصلحة الوجود"، فالقارة السمراء تضم "ثلثي العرب وأغلب الدول الاسلامية والمسيحية التي يستهدفها الازهر الشريف والكنيسة المصرية" ، هكذا يقول العميد الاسبق لمعهد الدراسات الأفريقية الدكتور السيد فليفل ، في أحدث كتاب له صدر عن دار "الندوة للنشر" بعنوان "مصر الافريقية" ، والذي اعتبر فيه أن أفريقيا اليوم باتت "دول ناهضة تمتلك ثروات شتي .. ما جلعها مطمع للقوي الدولية والاقليمية"، مشيرا إلى أنه في قلب تلك الثروات المستهدفة "موارد المياه ومن بينها نهر النيل الذي يمثل لمصر فرصة الحياة والابداع الحضاري والعمراني".
ويتساءل فليفل في كتابه الذي يضم 12 فصلاً، بعد أن جاب غالبية بلدان القارة السمراء، ويشغل عضوية لجنة الشئون الافريقية في مجلس النواب "هل تعجز الدولة المصرية عن شق طريقها وتأسيس آلية للتخطيط والإدارة والمتابعة تحصن مصالحنا وتحجم من وصفهم بـ"الضباع والذئاب"وهم من يتأمرون على مصر والقارة الافريقية .
ويوجه الكتاب، رسالة إلى الدولة المصرية والشعب المصري قائلا: " لن تحمي النهر ما لم تنخرط في علاقة جدية ورابطة أخوية وما لم تكون موجودا وجودا فاعلا تعالج المرضي وتنشئ المزارع وتحفر الأبار وتنظم الأنهار".
وتناول الكتاب في فصله الثالث علاقة مصر باثيوبيا، وتطرق إلى عدم الاستقرار الذي يشهده القرن الافريقي، والترتيبات والتحالفات الدولية التي تجري في تلك المنطقة، ولفت إلى التطلعات الأمريكية في القرن الافريقي، كما تطرق إلى العلاقات الخليجية بأفريقيا، والتطلعات الإيرانية في دول القارة.
كما يقدم الكتاب نظرة تحليلية لأطروحات الولايات المتحدة الأمريكية حول القرن الافريقي وردود الفعل الافريقية إزاء تلك الطروحات ، فيما يعرض نماذج لعلاقات مصر الافريقية مثل العلاقة مع جنوب أفريقيا والجزائر والسودان والصومال .
ويعرج الكتاب في فصله الثاني عشر على العلاقات المصرية الصينية في الإطار الأفريقي ،انطلاقا من التاريخ المتناظر والحاضر والمستقبل في مواجهة الاستعمار الاوروبي .
واختتم الكتاب برسالة إلى أجهزة الدولة المصرية مطالبا أياها بزيادة الاهتمام بالقارة السمراء، مشددا على أن "المسار شاق"، فافريقيا ليست قارة نعيش على أرضها ونشرب مياهها فقط ، ولكنها على صعيد الحياة اليومية وفي كافة العصور ، كانت أساس الوجود المصري ، وعماد الدور الحضاري الذي نباهي به الأمم .